قال المصنف ﵀: انظروا وفقكم الله إلى هذه الحماقة وتسمية المغنم به مكرا، وإضافة المكر بهذا إلى الله ﷾.
وعلى مقنضى قول هذا أن الأنبياء لا يأكلون ولا يشربون بل يكونون مشغولين بالله ﷿.
فما أجرأ هذا القائل على مثل هذ الألفاظ القباح.
وهل يجوز أن يوصف الله ﷿ بالمكر على ما نعقله من معنى المكر.
وإنما معنى مكره وخداعه أنه مجازي الماكرين والخادعين.
وإني لأتعجب من هؤلاء وقد كانوا يتورعون من اللقمة والكلمة كيف انبسطوا في تفسير القرآن إلى ما هذا حده.
وقد أخبرنا علي بن عبيد الله وأحمد بن الحسن وعبد الرحمن بن محمد قالوا: حدثنا عبد الصمد بن المأمون نا علي بن عمر الحربي ثنا أحمد بن الحسن بن عبد الجبار الصوفي ثنا بشر بن الوليد ثنا سهيل أخو حزم ثنا أبو عمران الجوني عن جندب قال: قال رسول الله ﷺ: «من قال في القرآن برأيه فقد أخطأ».
أخبرنا هبة الله بن محمد نا الحسن بن علي نا أبو بكر بن حمدان ثنا عبد الله بن أحمد ثني وكيع عن الثوري عن عبد الأعلى عن سعيد بن جبير عن ابن عباس ﵄ قال: قال رسول الله ﷺ: «من قال في القرآن برأيه فليبوأ مقعده من النار».
قال المصنف ﵀: وقد رويت لنا حكاية عن بعضهم فيما يتعلق بالمكر إني لأقشعر من ذكرها لكني أنبه بذكرها على قبح ما يتخايله هؤلاء الجهلة.
أخبرنا أبو بكر بن حبيب نا أبو سعد بن أبي صادق نا أبو عبد الله بن باكويه قال: أخبرنا أبو عبد الله بن خفيف قال سمعت رويما يقول: اجتمع ليلة بالشام جماعة من المشايخ فقالوا: ما شهدنا مثل هذه الليلة وطيبها فتعالوا نتذاكر مسألة لئلا تذهب ليلتنا فقالوا: نتكلم في المحبة فإنها عمدة القوم فتكلم كل واحد من حيث هو.
وكان في القوم عمرو بن عثمان المكي فوقع عليه البول ولم يكن من عادته