للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فقام وخرج إلى صحن الدار فإذا ليلة مقمرة فوجد قطعة رق مكتوب فأخذه وحمله إليهم وقال: يا قوم اسكنوا فإن هذا جوابكم.

انظروا ما في هذه الرسالة: فإذا فيها مكتوب مكار مكار وكلكم تدعون حبه وأحرم البعض وافترقوا فما جمعهم إلا الموسم.

قال المصنف : قلت، هذه بعيدة الصحة وابن خفيف لا يوثق به وإن صحت فإن شيطانا ألقى ذلك الرق، وإن كانوا قد ظنوا أنها رسالة من الله بظنونهم الفاسدة.

وقد بينا أن معنى المكر منه المجازاة على المكر.

فأما أن يقال عنه مكار ففوق الجهل وفوق الحماقة.

وقد أخبرنا ابن ظفر نا ابن السراج نا الأزجي ثنا ابن جهضم ثنا الخلدي قال: سمعت رويما يقول: إن الله غيب أشياء في أشياء مكره في علمه.

وغيب خداعه في لطفه وغيب عقوباته في باب كراماته.

قلت: وهذا تخليط من ذلك الجنس وجرأة.

أخبرنا محمد بن ناصر نا أبو الفضل السهلكي قال سمعت محمد بن إبراهيم يقول سمعت خالي يقول قال الحسن بن علوية: خرج أبو يزيد لزيارة أخ له فلما وصل إلى نهر جيحون التقى له حافتا النهر فقال: سيدي، إيش هذا المكر الخفي، وعزتك ما عبدتك لهذا ثم رجع ولم يعبر.

قال السهلكي: وسمعت محمد بن أحمد المذكر يذكر أن أبا يزيد قال: من عرف الله ﷿ صار للجنة بوابا وصارت الجنة عليه وبالا.

قلت: وهذه جرأة عظيمة في إضافة المكر إلى الله ﷿ وجعل الجنة التي هي نهاية المطالب وبالا وإذا كانت وبالا للعارفين فكيف تكون لغيرهم.

وكل هذ منبعه من قلة العلم وسوء الفهم.

أخبرنا ابن حبيب نا ابن أبي صادق نا ابن باكويه ثنا أبو الفرج الورياني ثنا أحمد بن الحسن بن محمد ثني محمد بن جعفر الوراق ثنا أحمد بن العباس المهلبي قال سمعت طيفور وهو أبو يزيد يقول العارفون: في زيارة الله تعالى في الآخرة على طبقتين طبقة تزوره متى شاءت وأنى شاءت.

وطبقة تزوره مرة واحدة ثم لا تزوره بعدها أبدا.

فقيل له كيف ذلك؟

<<  <   >  >>