وقد كان ابن عقيل يقول: قد حكي عن أبي زيد أنه قال: وما النار؟ والله لئن رأيتها لأطفأنها بطرف مرقعتي.
أو نحو هذا.
قال: ومن قال هذا كائن من كان فهو زنديق يجب قتله، فإن الأهوان للشيء ثمرة الجحد لأن من يؤمن بالجن يقشعر في الظلمة ومن لا يؤمن لا ينزعج وربما قال يا جن خذوني.
ومثل هذا القائل ينبغي أن يقرب إلى وجهه شمعة فإذا انزعج قيل له هذه جذوة من نار.
أنبأنا محمد بن ناصر نا أبو الفضل السهلكي قال سمعت أبا عبد الله الشيرازي يقول ثنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد قال سمعت الحسن بن علوية يقول: سمعت طيفور الصغير يقول سمعت عمي خادم أبي يزيد يقول: سمعت أبا يزيد يقول: سبحاني سبحاني ما أعظم شأني.
ثم قال: حسبي من نفسي حسبي.
قلت: هذا إن صح عنه فربما يكون الراوي لم يفهم لأنه يحتمل أن يكون قد ذكر تمجيد الحق نفسه فقال فيه (سبحاني) حكاية عن الله لا عن نفسه.
وقد تأوله له الجنيد بشيء إن لم يرجع إلى ما قلته فليس بشيء.
فأنبأنا ابن ناصر السهلكي نا محمد بن القاسم الفارسي سمعت الحسن بن علي المذكر سمعت جعفر الخلدي يقول: قيل للجنيد: إن أبا يزيد يقول: سبحاني سبحاني، أنا ربي الأعلى.
فقال الجنيد: إن الرجل مستهلك في شهود الجلال فنطق بما استهلكه، أذهله الحق عن رؤيته إياه فلم يشهد إلا الحق فنعته.
قلت: وهذا من الخرافات.
أنبأنا عبد الأول نا أحمد بن أبي نصر الكوفاني نا الحسن بن محمد بن فوزي نا عبد الله بن علي السراج قال: سمعت أحمد بن سالم البصري بالبصرة يقول في مجلسه يوما: فرعون لم يقل ما قال أبو يزيد لأنت فرعون قال: ﴿أنا ربكم الأعلى﴾ والرب يسمى به المخلوق، يقال رب الدار.
وقال أبو يزيد: سبحاني سبحاني لا يجوز إلا لله.
فقلت: قد صح عندك هذا عن أبي يزيد فقال: قد قال ذلك.
فقلت: يحتمل أن يكون لهذا الكلام مقدمات يحكى بأن الله تعالى يقول سبحاني