للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

سوء الظن فإن المؤمنين شهداء الله في الأرض.

وخرج حذيفة إلى الجمعة ففاتته فرأى الناس وهم راجعون فاستتر لئلا يسوء ظن الناس به.

وقد قدمنا هذه.

وقال أبو بكر الصديق لرجل قال له إني لمست امرأة وقبلتها.

فقال: تب إلى الله ولا تحدث أحدا بذلك.

وجاء رجل إلى النبي وقال: إني أتيت من أجنبية ما دون الزنا يا رسول الله.

قال: «ألم تصل معنا؟ قال: بلى يا رسول الله.

قال: ألم تعلم أن الصلاتين تكفر ما بينهما؟».

وقال رجل لبعض الصحابة: إني فعلت كذا وكذا من الذنوب.

فقال: لقد ستر الله عليك لو سترت على نفسك.

فهؤلاء قد خالفوا الشريعة وأرادوا قطع ما جبلت عليه النفوس.

من اندس في الصوفية من أهل الإباحة

وقد اندس في الصوفية أهل الإباحة فتشبهوا بهم حفظا لدمائهم وهم ينقسمون إلى ثلاثة أقسام:

القسم الأول، كفار فمنهم قوم لا يقرون بالله ومنهم من يقر به ولكن يجحد النبوة ويرى أن ما جاء به الأنبياء محال، وهؤلاء لما أرادوا أمراح أنفسهم في شهواتها لم يجدوا شيئا يحقنون به دماءهم ويستترون به وينالون فيه أغراض النفوس، كمذهب التصوف فدخلوا فيه ظاهرا وهم في الباطن كفرة وليس لهؤلاء إلا السيف لعنهم الله.

والقسم الثاني: قوم يقرون بالإسلام إلا أنهم ينقسمون قسمين: القسم الأول يقلدون في أفعالهم لشيوخهم من غير اتباع دليل ولا شبهة فهم يفعلون ما يأمرونهم به وما رأوهم عليه.

القسم الثالث: قوم عرضت لهم شبهات فعملوا بمقتضاها.

والأصل الذي نشأت منه شبهاتهم أنهم لما هموا بالنظر في مذاهب الناس لبس عليهم إبليس فأراهم أن الشبهة تعارض الحجج وأن التمييز يعسر وأن المقصود أجل من أن ينال بالعلم وإنما الظفر به رزق يساق إلى العبد لا بالطلب فسد عليهم باب النجاة الذي هو طلب العلم فصاروا يبغضون اسم العلم كما يبغض الرافضي

<<  <   >  >>