للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الزمان ولا في المكان فإذا كانت هذه الأرض وما فيها لا في مكان ولا تحتها شيء وحسك ينفر من هذا لأنه ما ألف شيئا إلا في مكان فلا يطلب بالحس من لا يعرف بالحس.

وشاور عقلك فإنه سليم المشاورة.

وتارة يلبس إبليس على العوام عند سماع صفات الله ﷿ فيحملونها على مقتضى الحس فيعتقدون التشبيه.

تارة يلبس عليهم من جهة العصبية للمذاهب فترى العامي يلاعن ويقاتل في أمر لا يعرف حقيقته.

فمنهم من يخص بعصبيته أبا بكر ، ومنهم من يخص عليا.

وكم قد جرى في هذا من الحروب وقد جرى في هذا بين أهل الكوخ وأهل باب البصرة على ممر السنين من القتل وإحراق المحال ما يطول ذكره وترى كثيرا ممن يخاصم في هذا يلبس الحرير ويشرب الخمر ويقتل النفس وأبو بكر وعلي بريئان منهم.

وقد يحس العامي في نفسه نوع فهم فيسول له إبليس مخاصمة ربه فمنهم من يقول لربه كيف قضى وعاقب.

ومنهم من يقول لم ضيق رزق المتقي وأوسع على العاصي.

ومنهم طائفة تشكر على النعم فإذا جاء البلاء اعترض وكفر.

ومنهم من يقول أي حكمة في هدم هذه الأجساد يعذبها بالفناء بعد بنائها.

ومنهم من يستبعد البعث.

ومن هؤلاء من يحتل عليه مقصوده أو يبتلى ببلاء فيكفر ويقول أنا ما أريد أصلي.

وربما غلب فاجر نصراني مؤمنا فقتله أو ضربه فيقول العوام قد غلب الصليب.

ولماذا نصلي إذا كان الأمر كذلك.

وكل هذه الآفات تمكن بها منهم إبليس لبعدهم عن العلم والعلماء فلو أنهم استفهموا أهل العلم لأخبروهم أن الله ﷿ حكيم ومالك فلا يبقى مع هذا اعتراض.

تلبيسه عليهم في التفكير في ذات الله تعالى من حيث هي

ومن العوام من يرضى عن عقل نفسه فلا يبالي بمخالفة العلماء فمتى خالفت فتواهم غرضه أخذ يرد عليهم ويقدح فيهم.

وقد كان ابن عقيل يقول: قد عشت هذه السنين فلو أدخلت يدي في صنعة صانع لقال أفسدتها علي، فلو قلت أنا رجل عالم لقال بارك الله لك في علمك ليس هذا من

<<  <   >  >>