للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

شغلك.

هذا، وشغله أمر حسي لو تعاطيته فهمته، والذي أنا فيه من الأمور أمر عقلي فإذا أفتيته لم يقبل.

مخالفتهم العلماء وتقديمهم المتزهدين على العلماء

ومن تلبيسه عليهم تقديمهم المتزهدين على العلماء فلو رأوا جبة صوف على أجهل الناس عظموه خصوصا إذا طأطأ رأسه وتخشع لهم ويقولون، أين هذا من فلان العالم ذاك طالب دنيا وهذا زاهد لا يأكل عنبه ولا رطبه ولا يتزوج قط جهلا منهم بفضل العلم على الزاهد وإيثارا للمتزهدين على شريعة محمد بن عبد الله .

ومن نعمة الله على هؤلاء أنهم لم يدركوا رسول الله إذ لو رأوه يكثر التزويج ويصطفي السبايا ويأكل لحم الدجاج ويحب الحلوى والعسل لم يعظم في صدورهم.

تلبيسه عليهم في قدحهم العلماء

ومن تلبيسه عليهم قدحهم في العلماء بتناول المباحات وذلك من أقبح الجهل.

وأكثر ميلهم إلى الغرباء فهم يؤثرون الغريب على أهل بلدهم ممن قد خبروا أمره وعرفوا عقيدته فيميلون إلى الغريب ولعله من الباطنية.

وإنما ينبغي تسليم النفوس إلى من خبرت معرفته قال الله ﷿: ﴿فإن آنستم منهم رشدا فادفعوا إليهم أموالهم﴾ ومن الله سبحانه في إرسال محمد إلى الخلق بأنهم يعرفون حاله فقال ﷿: ﴿لقد من الله على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم﴾ وقال: ﴿يعرفونه كما يعرفون أبناءهم﴾.

<<  <   >  >>