للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

حتى أن جمهور معاملاتهم خارجة عن الإجماع وقد روى أبو هريرة عن النبي أنه قال: «ليأتين على الناس زمان لا يبالي المرء من أين يأخذ المال من حلال أو حرام» والثاني: من جهة البخل بها فمنهم من لا يخرج الزكاة أصلا إتكالا على العفو.

ومنهم من يخرج بعضا ثم يغلبه البخل فينظر أن المخرج يدفع عنه.

ومنهم من يحتال لإسقاطها مثل أن يهب قبل الحول ثم يسترده.

ومنهم من يحتال بإعطاء الفقير ثوبا يقومه عليه بعشرة دنانير وهو يساوي دينارين ويظن ذلك الجهل أنه تخلص.

ومنهم من يخرج الرديء مكان الجيد منهم من يعطي الزكاة لمن يستخدمه طوال السنة فهي على الحقيقة أجره.

ومنهم من يخرج الزكاة لكما ينبغي فيقول له إبليس ما بقي عليك فيمنعه أن ينتقل بصدقة حبا للمال فيفوته أجر المتصدقين ويكون المال رزق غيره.

وبإسناد عن الضحاك عن ابن عباس قال: أول ما ضرب الدرهم أخذه إبليس فقبله ووضعه على عينه وسرته وقال بك أطغى وبك أكفر.

رضيت من ابن آدم بحبه الدينار من أن يعبدني.

وعن الأعمش عن شقيق عن عبد الله قال: إن الشيطان يرد الإنسان بكل ريدة فإذا أعياه اضطجع في ماله فيمنعه أن ينفق منه شيئا.

والثالث من حيث التكثير بالأموال فإن الغني يرى نفسه خيرا من الفقير وهذا جهل لأن الفضل بفضائل النفس اللازمة لها لا تجمع حجارة خارجة عنها كما قال الشاعر:

غنى النفس لمن يعقل … خير من غنى المال

وفضل النفس في الأنفس … وليس الفضل في الحال

والرابع في إنفاقها.

فمنهم من ينفقها على وجه التبذير والإسراف، تارة في البنيان الزائد على مقدار الحاجة وتزويق الحيطان وزخرفة البيوت وعمل الصور.

وتارة في اللباس الخارج بصاحبه إلى الكبر والخيلاء، وتارة في المطاعم

<<  <   >  >>