للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لهم الأجر، والعجب أنهم يظنون لحالهم مرتبة وفضيلة مع ارتكاب العظائم.

الاعتماد على النافلة وإضاعة الفريضة

ومن العوام من يعتمد على نافلة ويضيع فرائض.

مثل أن يحضر المسجد قبل الأذان ويتنفل فإذا صلى مأموما سابق الإمام.

ومنهم من لا يحضر في أوقات الفرائض ويزاحم ليلة الرغائب.

ومنهم من يتعبد ويبكي وهو مصر على الفواحش لا يتركها.

فإن قيل له، قال: سيئة وحسنة والله غفور رحيم.

وجمهورهم يتعبد برأيه فيفسد أكثر مما يصلح.

ورأيت رجلا منهم قد حفظ القرآن وتزهد ثم حب نفسه وهذا من أفحش الفواحش.

حضور مجالس الذكر

وقد لبس إبليس على خلق كثير من العوام يحضرون مجالس الذكر ويبكون ويكتفون بذلك ظنا منهم أن المقصود إنما هو العمل وإذا لم يعمل بما يسمع كان زيادة في الحجة عليه.

وإني لأعرف خلقا يحضرون المجلس منذ سنين ويبكون ويخشعون ولا يتغير أحدهم عما قد اعتاده من المعاملة في الربا والغش في البيع والجهل بأركان الصلاة والغيبة للمسلمين والعقوق للوالدين وهؤلاء قد لبس عليهم إبليس فأراهم أن حضور المجلس والبكاء يدفع عنه ما يلابس من الذنوب.

وأرى بعضهم أن مجالسة العلماء والصالحين يدفع عنكم.

وشغل آخرين بالتسويف بالتوبة فطال عليهم مطالهم.

وأقام قوما منهم للتفرج فيما يسمعونه وأهملوا العمل به.

أصحاب الأموال

وقد لبس إبليس على أصحاب الأموال من أربعة أوجه.

أحدها: من جهة كسبها فلا يبالون كيف حصلت وقد فشا الربا في أكثر معاملاتهم وأنسوه

<<  <   >  >>