كانت له دار أخرى وفي بيته آلات لو باعها لاستغنى عن الرهن والاستئجار ولكنه يخاف على جاهه أن يقال قد باع داره أو أنه يستعمل الخزف مكان الصفر.
ومما جروا فيه على العادات اعتمادهم على قول الكاهن والمنجم والعراف وقد شاع ذلك بين الناس واستمرت به عادات الأكابر فقل أن ترى أحدا منهم يسافر أو يفصل ثوبا أو يحتجم إلا سأل المنجم وعمل بقوله ولا تخلو دورهم من تقويم وكم من دار لهم ليس فيها مصحف.
وفي الصحيح عن النبي ﷺ أنه سأل عن الكهان فقال:«ليسوا بشيء، فقالوا: يا رسول الله إنهم يحدثون أحيانا بالشيء يكون حقا.
فقال رسول الله ﷺ: «تلك الكلمة من الحق يخطفها الجني فينقرها في أذن وليه نقر الدجاجة فيخلطون فيها أكثر من مائة كذبة»».
وفي صحيح مسلم عن النبي ﷺ أنه قال:«من أتى عرافا فسأله عن شيء، لم تقبل صلاته أربعين ليلة» وروى أبو داود من حديث أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ أنه قال: «من أتى كاهنا فصدقه بما يقول فقد برئ مما أنزل على محمد ﷺ».
ومن جريانهم مع العادات كثرة الأيمان الحانئة التي أكثرها ظهاروهم لا يعلمون فأكثر قولهم في الإيمان حرام علي أن بعت، ومن عاداتهم لبس الحرير والتختم بالذهب، وربما تورع أحدهم عن لبس الحرير ثم لبسه في وقت كالخطيب يوم الجمعة، ومن عاداتهم إهمال إنكار المنكر حتى أن الرجل يرى أخاه أو قريبه يشرب الخمر ويلبس الحرير فلا ينكر عليه ولا يتغير بل يخالطه مخالطة حبيب، ومن عاداتهم أن يبني الرجل على باب داره مصطبة يضيق بها طريق المارة وقد يجتمع على باب داره ماء مطر ويكثر فيجب عليه إزالته وقد أثم بكونه كان سببا لأذى المسلمين، ومن عاداتهم دخول الحمام بلا مئزر وفيهم من إذا دخل بمئزر رمى به على فخذه فيرى جوانب إليتيه ويسلم نفسه إلى المدلك فيرى بعض عورته ويمسها بيده لأن العورة من السرة إلى الركبة ثم ينظر إلى عورات الناس ولا يكاد يغض ولا ينكر.