بما جاء به، وإنفاق الأموال والأنفس في الحج مع ركوب الأخطار ومعاناة الأسفار ومفارقة الأهل والأولاد.
فجعل بعضهم يندس في أهل النقل فيضع المفاسد على الأسانيد ويضع السير والأخبار وبعضهم يروي ما يقارب المعجزات من ذكؤ خواص في أحجار وخوارق العادات في بعض البلاد وأخبار عن الغيوب عن كثير من الكهنة والمنجمين ويبالغ في تقرير ذلك حتى قالوا أن سطيحا قال في الخبيء الذي خبئ له: حبة بر، في إحليل مهر.
والأسود كان يعظ ويقول الشيء قبل كونه.
وههنا اليوم معزمون يكلمون الجني الذي في باطن المجنون فيكلمهم بما كان ويكون وما شاكل ذلك من الخرافات فمن رأى مثل هذا قال بقلة عقله وقلة تلمحه لقصد هؤلاء الملحدة وهل ما جاءت النبوات إلا مقارب هذا، وليس قول الكاهن.
حبة بر في إحليل مهر، وقد أخفيت كل الإخفاء بأكثر من قوله: ﴿وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم﴾ وهل بقي لهذا وقع في القلوب وهذا التقويم ينطق بالمنع من الركوب اليوم وهل ترك تلمح هذا إلا النبي والله ما قصدوا بذلك إلا قصداً ظاهرا ولمحوا إلا لمحا جليا فقالوا تعالوا نكثر الجولان في البلاد والأشخاص والنجوم والخواص فلا يخلو مع الكثرة من مصادفة الاتفاق لواحدة من هذه.
فيصدق بها الكل ويبطل أن يكون ما جاء به الأنبياء خرقا للعادات.
ثم دس قوم من الصوفية أن فلانا أهوى بإنائه إلى دجلة فامتلأ ذهبا فصار هذا كالعادة بطريق الكرامات من المتصوفين.
وبطريق العادات في حق المنجمين.
وبطريق الخواص في حق الطبايعين.
وبطريق الكهانة في حق المعزمين.
والعرافين فأي حكم بقي لقول عيسى ﵇: ﴿وأنبئكم بما تأكلون وما تدخرون في بيوتكم﴾ وأي خرق بقي للعادات وهل العادات إلا استمرار الوجود.
وكثرة الحصول.
فإذا نبههم العاقل المتدين على ما في هذا من الفساد قال الصوفي، أتنكر كرامات الأولياء، وقال أهل الخواص.
أتنكر المغناطيس الذي يجذب الحديد والنعامة تبلغ النار فتسكت عن جحد ما لم يكن لأجل ما