الحياة هي النهضة بأشمل معانيها، فتشمل حياة الفرد وحياة الجماعة، إنها حياة من واهب الحياة الخالدة. إن الدعوة الإسلامية دعوة عامة إلى الحياة الحقيقية، فالدين هو الذي يدفع الأمة في اتجاه التقدم، والدين هو صانع الحضارات، ما من حضارة قامت في الشرق أو في الغرب إلا على أساسه، وسيضل هذا شأن الإنسانية في كل زمان ومكان، ولهذا كانت عقيدة المؤمن حياة بعد ممات ورزقا وفرحا بفضل الله، ولم يكن الموت عدما بل هو معبر إلى رضوان، ونعيم مقيم خالد ..
يجب على الشباب أن يحيوا قلوبهم بمواعظ القرآن ويثيروها بالتفكير في ملكوت السماوات والأرض، وفيما خلق الله من الأشياء التي لا تعد ولا تحصى، ويقووها باليقين ويذللوها بالموت ويشعروها بالفناء، ويذكروها بفواجع الزمن ..
الذين يؤمنون بالله ويعرفونه حق المعرفة كالملائكة قالوا:{سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا ... }، وانظروا إلى خليل الرحمن كيف يطلب ربه بأدب وتواضع:{وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ} وقال الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "ما منكم من ينجيه عمله، قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: ولا أنا إلا أن يتغمدني الله برحمته"، وانظروا كيف صاغ الإيمان الشباب المسلم في صدر الإسلام، روى عن جابر رضي الله عنه، قال: "قال رجل من مقاتلي غزوة