للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بدر: أين أنا يارسول الله إن قتلت؟ قال: في الجنة. فألقى تمرات كن في يده، وقاتل حتى قتل"، فقد استطال الوقت الذي يأكل فيه التمرات ..

وهذا أعرابي يحضر مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في إحدى الغزوات ثم يعودون بالغنائم فيعطي للأعرابي نصيبه من الغنيمة، فيتعجب ويقول: كلا، ما على هذا اتبعتك، أنا آمنت بك على أن أحارب في سبيل الله، فأرمى بسهم هنا، وأشار إلى نحره، فأقتل فأدخل الجنة. فما كانت الغزوة المقبلة قاتل الأعرابي فيها فرمي بسهم فقتل. فلما رآه الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال: "صدق الله فصدقه"!

وهذا سيدنا عبد الله بن جحش يرفع يديه إلى السماء، ويقول اللهم إني أقسم عليك أن ألقى الأعداء غدا فيقتلوني، ثم يبقروا بطني ويجدعوا أنفي وأدني: ثم تسألني: فيم ذلك؟ فأقول: فيك يا رب. هذا الصحابي الجليل لا يطلب السلامة من خطر الحروب ليركن إلى المذلة بل يدعو مخلصا إلى الإسلام، فإذا تعذر السلم خاض غمار الجهاد ليقتل أبشع قتلة ليلقى الله وهو قرير العين.

أما سيدنا نعيم بن مالك، فقد جاء إلى الرسول - صلى الله عليه وسلم - فقال: لا تحرمنا الجنة، فوالذي نفسي بيده لأدخلنها. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "وبم؟ " قال: بأني أحب الله ورسوله. ولا أفر يوم الزحف .. قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - "صدقت". واستشهد يوم أحد.

وهذا سيدنا حنضلة بن أبي عامر - رضي الله عنه - الذي زف إليه عروسه ثم سمع المنادي: يا خيل الله اركبي. فانتزع نفسه من الفراش وقام ليأخذ مكانه في صفوف المجاهدين، وقاتل حتى استشهد، فلما انتهت المعركة طلب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - زوجته وقال: "حدثيني عن آخر عهد بحنضلة"، فأجابته المرأة: كان بيني وبين حنضلة ما يكون بين الرجل وزوجه، ولما سمع الهيعته نهض مسرعا قبل أن يغتسل، فقال

<<  <   >  >>