للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

معه؟ لن تستطيعوا أن تستنقذوه منه لقد أفلت بصيده- إن يسلبهم الذباب شيئا لا يستنقذوه منه.

الذباب ضعيف كيف يسلبكم شيئا تعجزون عنه ضعف الطالب والمطلوب.

المثال الثاني: بين الله سبحانه وتعالى نشأة الإنسان وتكوينه وتطويره حتى أبرزه إلى الوجود على هذه الصورة البديعة الشكل في آيات بينات من القرآن الكريم وعرضها على الإنسان ليعرف عنصره المادي الذي خلق منه وهو التراب، ومنه ينمو، وركب الميول فيه إلى الذي تتطلبه ذاته فكانت هذه الآيات الكريمة مظهرا من مظاهر عظمته وقدرته وحكمته، لعل هذا الإنسان يثوب إلى رشده ويتدبر ما في الكون من آيات الله، وفي نفسه وهذا أقرب باعث على إيقاظ الإيمان بالله والإعتراف به قال تعالى: {وَفِي أَنْفُسِكُمْ أَفَلَا تُبْصِرُونَ} يكفي أيها الناس أن تنظروا إلى أنفسكم فإ نها عالم رحيب وكون فسيح تمعنوا في حياتكم من وجودكم نطفة إلى أن صرتم رجالا تجدون آيات بينات دالات على قدرة الخالق العظيم.

تدبروا كيف كان هذا الإنسان نطفة؟ وكيف خلق؟ ومن ثم عمر الأرض وتسلط على حيوانها ونباتها وجمادها وكيف كان قبل وجوده، وما هو عليه الآن من الصنع العجيب والتركيب المحكم والحواس المرهفة المتناسقة في إحكام بديع وإتقان عجيب؟ وكيف زود بالعلم والمعارف والإحساس والشعور حتى صار يرى الأشياء المخفية عليه بعقله؟ من الذي جهزه بهذه الأشياء كلها وخصه بوسائل الإدراك حتى فضل على سائر المخلوقات الأرضية وكيف نفخ فيه الروح؟.

يجب على الإنسان أن ينظر إلى أصل نشأته وتطوره في الحياة، فإنه يرى أن يدا حكيمة قادرة أوجدته من العدم إلى الوجود على هذه الصورة الرائعة من الحسن والجمال التي لا وجود لشبه بينه وبين التراب وقد جعله الله خليفة على هذه الأرض. كيف لا يولي هذا المخلوق وجهه إلى فاطره ومصوره ولا يدين لخالقه بالطاعة والولاء؟ قال تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا

<<  <   >  >>