سبحانه وتعالى التقرب إليه بالشفعاء والوسائط كما يفعل الناس مع ملوك الدنيا؟ هذا يستحيل على الله قال تعالى:{كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ}(سورة المدثر ٣٨). يمتنع أن تأتي به شريعة سماوية ولهذا لا يغفر الله الشرك من دون سائر الذنوب كما قال في كتابه الكريم:{إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ}(سورة النساء ٤٧) ...
الشرك أنواع: شرك يتعلق بذات المعبود وأسمائه وصفاته وأفعاله هذا الشرك يسمى شرك. ومن الإيمان بالله الإيمان بما وصف به نفسه في كتابه العزيز وبما وصفه به رسوله الكريم - صلى الله عليه وسلم - من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل. شرك التعطيل هو أقبح أنواع الشرك، كشرك فرعون، إذ قال لسيدنا موسى عليه السلام: وما رب العالمين؟ وقال تعالى مخبرا عنه:{وَقَالَ فِرْعَوْنُ يَا هَامَانُ ابْنِ لِي صَرْحًا لَعَلِّي أَبْلُغُ الْأَسْبَابَ * أَسْبَابَ السَّمَاوَاتِ فَأَطَّلِعَ إِلَى إِلَهِ مُوسَى وَإِنِّي لَأَظُنُّهُ كَاذِبًا}(سورة غافر ٣٧). فالشرك والتعطيل متلازمان، فكل مشرك معطل.
والشرك الثاني هو شرك الدعوة المشار إليه بقوله تعالى:{فَإِذَا رَكِبُوا فِي الْفُلْكِ دَعَوُا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ فَلَمَّا نَجَّاهُمْ إِلَى الْبَرِّ إِذَا هُمْ يُشْرِكُونَ}(سورة العنكبوت ٦٥). وأما الشرك الثالث فهو شرك المحبة، قال تعالى:{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَتَّخِذُ مِنْ دُونِ اللَّهِ أَنْدَادًا يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللَّهِ وَالَّذِينَ آمَنُوا أَشَدُّ حُبًّا لِلَّهِ}(سورة البقرة ١٦٤). والشرك الرابع: شرك الإرادة والقصد، قال تعالى:{مَنْ كَانَ يُرِيدُ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا نُوَفِّ إِلَيْهِمْ أَعْمَالَهُمْ فِيهَا وَهُمْ فِيهَا لَا يُبْخَسُونَ}(سورة هود ١٥). وينقسم الشرك إلى أكبر وأصغر: الشرك الأكبر هو اتخاذ الند إلى الله سبحانه وتعالى بأن يدعوه أو يرجوه أو يخافه أو يحبه كمحبة الله، أو يذبح له أو ينذر له؛ أما الشرك الأصغر فهو اتخاذ كل وسيلة يتطرق بها إلى الشرك، الأكبر، كقول الرجل لصاحبه ما شاء الله وشئت ولولا الله وأنت، وكذلك الرياء في العبادات والأعمال