السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} (سورة الشورى). وفي هذا المفهوم عاش الصحابة والتابعون- رضوان الله عليهم- لا يسألون: ما الله؟ وما عينه؟ وما قدرته؟ وما علمه؟
فلقد هدوا بفطرتهم أن لا جواب لهذه الأسئلة إلا ما يجده المرء في قلبه، وفي كيانه كله، من تقديس الله وجلاله، ونسبة الكمال المطلق كله إليه!
ولقد هدوا بفطرتهم أيضا إلى أن العقل لا يستطيع أن يدرك كنه صفة من هذه الصفات، ولا أن يمسك بها على أية صورة، فإن أي صورة لن تكون هي أبدا ما دام الكمال المطلق هو صفتها.
إذا كانت فطرة الإنسان على الصحة والسلامة لا تتجه أبدا إلى الجدل السقيم الذي لا يلد شيئا نافعا، ولا يثمر ثمرا طيبا.
وبهذه الفطرة السليمة إستقبل العرب الإسلام، وكانت تعاليم الإسلام كلها في العقيدة، وفي الشريعة جميعا ومن هنا ندرك السر الذي أمسك به العرب- صحابة وغير صحابة- عن أن يسألوا عن ذات الله وأن يبحثوا في صفاته، لأن ذلك أمر فوق أن يوجد له جواب، أو أن يحيط به عقل ...
ومن هنا ندرك السر الذي أمسك بالعرب- مسلمين وغير مسلمين- أن يواجهوا في القرآن وأن تقع منهم محاكاة له .. لأن محاولة كهذه المحاولة عبث وسفه لا يرضاها عاقل، ولا يتجه إليها خصوصا إذا كان القرآن في مستوى يستحيل على بشر أن يطاوله ...
وأن الإيمان الذي يقوم على هذا الإحساس بالعجز المطلق عن إدراك حقيقة الذات المقدسة هو الإيمان الراسخ الذي لا يتأتر بتيارات الفكر وتقلبات التفكير، إنه إيمان مستقر في الأعماق، حيث لا أمواج ولا تيارات ..
* معنى الحمد:
ومن الصفات التي اتصف بها الله سبحانه وتعالى الحمد، والحمد هو الثناء باللسان، وبالفعل هو تعظيم المنعم على إحسانه إلى عباده وهو الشكر.