للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولأهمية هذا الحديث في هذا الباب وكونه فيصلًا وقاطعًا للنزاع في هذه المسألة، فقد أثار نقاشًا واسعًا، خاصة بين بعض العلماء المعاصرين (١).

وفيما يلي توضيح وبيان لهذا الحديث بشيء من التوسع فأقول:

جاء هذا الحديث من طريقين: أحدهما موصول والآخر مرسل:

أما الموصول فهو من رواية الأعمش عن حبيب بن أبي ثابت، عن عطاء بن أبي رباح، عن ابن عمر -رضي الله عنهما- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لا تقبحوا الوجه فإن ابن آدم ... ) (٢).


(١) كتب الشيخ حماد بن محمد الأنصاري رحمه الله مقالة -في مجلة الجامعة السلفية في ذي القعدة سنة (١٣٩٦) المجلد الثامن العدد الرابع- بعنوان: "تعريف أهل الإيمان بصحة حديث صورة الرحمن"، صحح فيه هذا الحديث ورد على ابن خزيمة في تعليله له، ونقل هذه المقالة: الدكتور علي بن ناصر الفقيهي في هامش كتاب الصفات للدارقطني بتحقيقه (٥٨ - ٦٢).
فكتب الشيخ الألباني رحمه الله تعالى ردًا على هذه المقالة، وذلك في ذيل تضعيفه لهذا الحديث ونصرته لتعليل ابن خزيمة رحمه الله، في سلسلة الأحاديث الضعيفة (٣/ ٣١٩).
فكتب الشيخ حمود التويجري رحمه الله رسالة بعنوان: "عقيدة أهل الإيمان في خلق آدم على صورة الرحمن"، رد فيها على تضعيف ابن خزيمة والألباني لهذا الحديث.
ثم كتب الشيخ عبد الله الدويش رحمه الله رسالة بعنوان: "دفاع أهل السنة والإيمان عن حديث خلق الله آدم على صورة الرحمن" رد فيها على ابن خزيمة رحمه الله وكذا على الألباني في رده على الشيخ حماد الأنصاري.
رحم الله الجميع، وأسكنهم فسيح جناته، فكلهم ناشد للحق، حريص على السنة، ذاب عن حياض العقيدة، نحسبهم كذلك والله حسيبهم ولا نزكي على الله أحدًا.
(٢) أخرجه ابن أبي عاصم في السنة (١/ ٢٢٨) ح (٥١٧)، وعبد الله بن الإمام أحمد في السنة (١/ ٢٦٨) ح (٤٩٨)، وابن خزيمة في التوحيد (١/ ٨٥) ح (٤١)، والآجري في الشريعة (٣/ ١١٥٢) ح (٧٢٥)، والطبراني في الكبير (١٢/ ٣٢٩) ح (١٣٥٨٠)، وابن بطة في الإبانة (المختار ٢٤٤) ح (١٨٥)، وكذا في (٢٦٠) =

<<  <   >  >>