للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

النبي -صلى الله عليه وسلم-: (إني على الحوض حتى أنظر من يَرِدُ عَلَيَّ منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك؟ والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم)، فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا أو نفتن عن ديننا. متفق عليه (١).

وورد هذا المعنى أيضًا من حديث ابن مسعود (٢)، وعائشة (٣)، وأم سلمة (٤)، وحذيفة (٥) -رضي الله عنهم-.

[بيان وجه الإشكال]

محبة الصحابة وتوقيرهم والدعاء لهم، والتحذير من سبهم والطعن فيهم أصل عظيم من أصول أهل السنة والجماعة، دوَّنوه في كتبهم، وضمنوه عقائدهم، وتواصوا به فيما بينهم، كيف لا وهم حملة الدين وأصحاب الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذين رأوه وآمنوا به وآزروه ونصروه واتبعوا النور الذي أُنزل معه، فمحبتهم والذبُّ عن أعراضهم دين وإيمان، والطعن فيهم والنيل منهم كفر ونفاق، بل هو طعن في الكتاب العزيز والسنة المطهرة، لأنهم هم الناقلون لهما، فالقدح فيهم يؤدي إلى إبطال الكتاب والسنة.

وقد تظافرت النصوص الكثيرة من الكتاب والسنة وأقوال سلف الأمة


(١) البخاري في موضعين: في كتاب الرقاق، باب: في الحوض (٥/ ٢٤٠٩) ح (٦٢٢٠)، وفي كتاب الفتن باب: ما جاء في قول الله تعالى: {وَاتَّقُوا فِتْنَةً لَا تُصِيبَنَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا مِنْكُمْ خَاصَّةً} (٦/ ٢٥٨٧) ح (٦٦٤١)، ومسلم: كتاب الفضائل، باب: إثبات حوض نبينا -صلى الله عليه وسلم- وصفاته (١٥/ ٦١) ح (٢٢٩٣).
(٢) متفق عليه: البخاري: (٥/ ٢٤٠٤) ح (٦٢٠٥)، و (٦/ ٢٥٨٨) ح (٦٦٤٢)، ومسلم: (١٥/ ٦٤) ح (٢٢٩٧).
(٣) أخرجه مسلم: (١٥/ ٦١) ح (٢٢٩٤).
(٤) أخرجه مسلم (١٥/ ٦٢) ح (٢٢٩٥).
(٥) أخرجه مسلم: (٣/ ١٣٩) ح (٢٤٨).

<<  <   >  >>