للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

موسى: قد والله راودت بني إسرائيل على أدنى من ذلك فتركوه، ارجع إلى ربك فليخفف عنك أيضًا، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (يا موسى، قد والله استحييت من ربي مما اختلفت إليه)، قال: فاهبط باسم الله، قال: واستيقظ وهو في المسجد الحرام، متفق عليه (١).

[بيان وجه الإشكال]

في رواية شريك عن أنس لحديث الإسراء عدة مخالفات، خالف فيها شريك غيره من الرواة، وقد تنبه لهذا أهل العلم، فنقدوا روايته، وبيَّنوا ما فيها من مخالفات وأخطاء، ليست عند غيره ممن روى الحديث عن أنس -رَضِيَ اللهُ عَنهُ-، كقتادة والزهري وثابت البناني.

وقد ساق مسلم في صحيحه طرفًا من حديث شريك ثم قال: "قدم فيه شيئًا وأخر، وزاد ونقص" (٢).

وقال البيهقي: "ذكر شريك بن عبد الله بن أبي نمر في روايته هذه ما يُستدل به على أنه لم يحفظ الحديث كما ينبغي: من نسيانه ما حفظه غيره، ومن مخالفته في مقامات الأنبياء -الذين رآهم في السماء- مَن هو أحفظ منه" (٣).

وقال عبد الحق الإشبيلي (٤): "وقد زاد فيه زيادة مجهولة، وأتى فيه


(١) البخاري: كتاب: التوحيد، باب: قوله: {وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا} (٦/ ٢٧٣٠) ح (٧٠٧٩)، وأخرجه مختصرًا في كتاب: المناقب، باب: كان النبي تنام عينه ولا ينام قلبه (٣/ ١٣٠٨) ح (٣٣٧٧).
ومسلم: كتاب: الإيمان، باب: الإسراء برسول الله -صلى الله عليه وسلم- (٢/ ٥٧٥) ح (١٦٢) ساق طرفًا منه ثم قال: "وساق الحديث بقصته نحو حديث ثابت البناني، وقدم فيه شيئًا وأخر وزاد ونقص".
(٢) صحيح مسلم (٢/ ٥٧٥).
(٣) الأسماء والصفات (٢/ ٣٥٧).
(٤) هو الإمام الحافظ البارع المجود العلامة أبو محمد عبد الحق بن عبد الرحمن بن =

<<  <   >  >>