للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

[المطلب الثاني: أقوال أهل العلم في هذا الإشكال]

اختلف أهل العلم في الجواب على هذا الحديث على أقوال، أهمها:

القول الأول: أن هذا خاص بأبي طالب، ولذلك عدوه في خصائص النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأما سائر الكفار فإن حسناتهم وخيراتهم لا تنفعهم شيئًا يوم القيامة، بسبب كفرهم.

وإلى هذا ذهب البيهقي وابن كثير (١) وغيرهما (٢).

قال البيهقي: ووجهه عندي أن الشفاعة في الكفار إنما امتنعت لوجود الخبر الصادق في أنه لا يشفع فيهم أحد، وهو عام في حق كل كافر، فيجوز أن يخص منه من ثبت الخبر بتخصيصه (٣).

وقال: ويصح لمن ذهب هذا المذهب في خيرات الكافر أن يقول: إن ما خُصَّ به أبو طالب من التخفيف إنما هو لأجل النبي -صلى الله عليه وسلم-، تطييبًا لقلبه وثوابًا له في نفسه لا لأبي طالب، لأن حسناته صارت بموته على الكفر هباءً منثورًا، وقد ورد أن ثواب الكافر على إحسانه إنما يكون في الدنيا (٤).


(١) انظر: النهاية (٢/ ٣٧).
(٢) انظر: المنهاج للحليمي (١/ ٣٩٠)، والجامع لشعب الإيمان للبيهقي (٢/ ٦١)، والتذكرة (٢/ ١٥)، وفتاوى نور على الدرب، من أجوبة سماحة الشيخ ابن باز (١/ ١١٧)، والقول المفيد (١/ ٣٣٤).
(٣) انظر: البعث والنشور (٦١)، والجامع لشعب الإيمان (٢/ ٦١، ٦٦)، والفتح (١١/ ٤٣١).
(٤) انظر: الجامع لشعب الإيمان (٢/ ٦٦)، والبعث (٦١)، والمنهاج للحليمي (١/ ٣٩٠).

<<  <   >  >>