للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

واستدل أصحاب هذا القول على أن سائر الكفار لا تنفعهم حسناتهم في الآخرة بعدة أدلة (١)، منها:

١ - قوله تعالى عن الكفار: {فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ (٤٨)} [المدثر: ٤٨].

٢ - وقوله: {وَقَدِمْنَا إِلَى مَا عَمِلُوا مِنْ عَمَلٍ فَجَعَلْنَاهُ هَبَاءً مَنْثُورًا (٢٣)} [الفرقان: ٢٣].

٣ - حديث عائشة -رضي الله عنها- قالت: قلت: يا رسول الله، ابن جدعان كان في الجاهلية يصل الرحم، ويطعم المسكين، فهل ذلك نافعه؟ قال: (لا إنه لم يقل يومًا: رب اغفر لي خطيئتي يوم الدين)، رواه مسلم (٢).

٤ - حديث أنس -رضي الله عنه- قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (إن الله لا يظلم مؤمنًا حسنة يعطى بها في الدنيا ويجزى بها في الآخرة، وأما الكافر فيطعم بحسنات ما عمل بها لله في الدنيا، حتى إذا أفضى إلى الآخرة لم تكن له حسنة يجزى بها)، رواه مسلم (٣).

القول الثاني: أن هذا التخفيف ليس خاصًا في أبي طالب، وإنما هو عام في سائر الكفار، فجزاء خيراتهم تخفيف العذاب عنهم، وعلى هذا يكون معنى المنفعة في الآية غير معنى المنفعة في الحديث: فالمراد بها في الآية: الإخراج من النار، والمراد بها في الحديث: التخفيف من العذاب (٤).


(١) انظر: الجامع لشعب الإيمان (٢/ ٦١ - ٦٢)، والتذكرة (٢/ ١٥)، والنهاية لابن كثير (٢/ ٣٧)، والفتح (١١/ ٤٣١).
(٢) صحيح مسلم (٣/ ٨٧) ح (٢١٤).
(٣) صحيح مسلم (١٧/ ١٥٥) ح (٢٨٠٨).
(٤) انظر: المنهاج للحليمي (١/ ٣٩٠)، والجامع لشعب الإيمان (٢/ ٥٩)، والمعلم (١/ ٢٠٧)، و (٣/ ١٩٨)، وإكمال المعلم (٨/ ٣٤١)، وشرح النووي على مسلم (٣/ ٨٧)، والنهاية في الفتن (٢/ ٣٧)، ومجموع الفتاوى (١/ ١٤٤)، والفتح (١١/ ٤٣١).

<<  <   >  >>