(١) هذه الرواية تفيد أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قد استخرج السحر، وفي الرواية التي قبلها ما يفيد ضد ذلك، وهو أن النبي -صلى الله عليه وسلم- لم يستخرجه، قال ابن القيم في بدائع الفوائد (٢/ ٣٦٢): "ولا تنافي بينهما، فإنه استخرجه من البئر حتى رآه وعلمه، ثم دفنه بعد أن شفي، وقول عائشة -رضي الله عنها-: هلا استخرجته؟ أي: هلا أخرجته للناس، حتى يروه ويعاينوه، فأخبرها بالمانع له من ذلك، وهو أن المسلمين لم يكونوا ليسكتوا عن ذلك، فيقع الإنكار، ويغضب للساحر قومُه، فيحدث الشر، وقد حصل المقصود بالشفاء والمعافاة، فأمر بها فدفنت، ولم يستخرجها للناس، فالاستخراج الواقع غير الذي سألت عنه عائشة، والذي يدل عليه: أنه -صلى الله عليه وسلم-، إنما جاء إلى البئر ليستخرجها منه، ولم يجئ إليه لينظر إليها ثم ينصرف، إذ لا غرض له في ذلك، والله أعلم"، وانظر: فتح الباري (١٠/ ٢٣٤). (٢) قال ابن حجر في الفتح (١٠/ ٢٣٥): "ظاهر هذه اللفظة: أنه من النشرة ... ، ويُحتمل أن يكون من: النشر، بمعنى: الإخراج، فيوافق رواية من رواه بلفظ: (فهلا أخرجته)، ويكون لفظ هذه الرواية: (هلا استخرجت)، وحذف المفعول للعلم به". (٣) صحيح البخاري: كتاب الطب، باب: هل يُستخرج السحر (٥/ ٢١٧٥) ح (٥٤٣٢)، وأخرجه أيضًا في كتاب الأدب، باب: قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ ... } (٥/ ٢٢٥٢) ح (٥٧١٦).