للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بألفاظ غير معروفة، وقد روى حديث الإسراء جماعة من الحفاظ المتقنين، والأئمة المشهورين، كمثل ابن شهاب وثابت البناني وقتادة، فلم يأتِ أحد منهم بما أتى به شريك، وشريك ليس بالحافظ عند أهل الحديث، والأحاديث التي تقدمت قبل هذا هي المعوَّل عليها (١) " (٢).

وقال القاضي عياض: "وقد جاء في مسلم من رواية شريك في هذا الحديث اضطراب وأوهام، أنكرها عليه العلماء، وقد نبه مسلم على ذلك" (٣).

وقال ابن القيم: "وقد غلَّط الحفَّاظ شريكًا في ألفاظ من حديث الإسراء، ومسلم أورد المسند منه ثم قال: فقدم وأخر وزاد ونقص، ولم يسرد الحديث فأجاد رَحِمَهُ الله" (٤).

وقال الذهبي عن شريك: "في حديث الإسراء من طريقه: ألفاظ لم يُتابع عليها" (٥).

وقال أيضًا عن حديث شريك: "هذا من غرائب الصحيح" (٦).


= عبد الله بن الحسين الأزدي الأندلسي الإشبيلي، المعروف في زمانه بابن الخرَّاط، كان فقيهًا عالمًا بالحديث وعلله، عارفًا بالرجال، مشاركًا في الأدب وقول الشعر، موصوفًا بالخير والصلاح والزهد والورع ولزوم السنة، له مؤلفات من أشهرها: الجمع بين الصحيحين، توفي سنة إحدى وثمانين وخمسمائة (٥٨١). [انظر: السير (٢١/ ١٩٨)، وتذكرة الحفاظ (٤/ ١٣٥٠)، والعبر (٣/ ٨٢)، وشذرات الذهب (٤/ ٢٧١)].
(١) يعني: طريق قتادة وثابت والزهري.
(٢) الجمع بين الصحيحين (١/ ١٢٧)، وانظر: شرح النووي على مسلم (٢/ ٥٦٨)، والفتح (١٣/ ٤٨٤).
(٣) إكمال المعلم (١/ ٤٩٧).
(٤) زاد المعاد (٣/ ٤٢).
(٥) السير (٦/ ١٦٠).
(٦) ميزان الاعتدال (٣/ ٣٧٢).

<<  <   >  >>