للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن كثير: "شريك بن عبد الله بن أبي نمر اضطرب في هذا الحديث، وساء حفظه ولم يضبطه" (١).

وقال ابن رجب عن حديث شريك: "فيه ألفاظ استُنكرت على شريك، وتفرد بها" (٢).

وقال ابن حجر عن شريك: "هو راوي حديث المعراج الذي زاد فيه ونقص، وقدم وأخر، وتفرد فيه بأشياء لم يُتابع عليها" (٣).

وقال أيضًا: "خالف فيه شريك أصحاب أنس في إسناده ومتنه" (٤).

ولكثرة ما استُشكل في حديث شريك -حيث عُدَّ فيه أكثر من عشر إشكالات- فقد اتبعت طريقةً تتناسب مع كثرتها، وذلك أنني عندما أورد الإشكال المعين، أذكر كل ما يتعلق به، بما في ذلك الترجيح إن أمكن، ثم أنتقل إلى الإشكال الآخر، وهكذا ...

وقبل الانتقال إلى هذه الإشكالات يحسن التنبيه على أمرين:

الأول: أن حديث الإسراء مما أجمع عليه المسلمون (٥)، وقد نصَّ عدد من أهل العلم على تواتر أحاديث الإسراء والمعراج، كالبغوي (٦)، والقرطبي (٧)، وابن تيمية، وابن القيم (٨)، وغيرهم.

قال ابن تيمية: "وأحاديث المعراج، وصعوده إلى ما فوق السماوات، وفرض الرب عليه الصلوات الخمس حينئذ، ورؤيته لما رآه من الآيات،


(١) تفسير القرآن العظيم (٣/ ٧).
(٢) فتح الباري (٢/ ٣١١).
(٣) الفتح (١١/ ٣٤١)، وانظر: (١٣/ ٤٨٠).
(٤) هدي الساري (٣٨٣).
(٥) انظر: تفسير القرآن العظيم (٣/ ٤١)، والأنوار الكاشفة للمعلمي (١٢١).
(٦) انظر: معالم التنزيل (٣/ ٩٢).
(٧) انظر: الجامع لأحكام القرآن (١٠/ ٢٠٥).
(٨) انظر: اجتماع الجيوش الإسلامية (٩٨).

<<  <   >  >>