للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال القاضي أبو يعلى: "اعلم أن هذا الخبر يدل على إثبات الصورة وعلى الإتيان ... وأنه غير ممتنع جواز إطلاق الصورة لا كالصور" (١).

٢ - حديث أبي سعيد الخدري -رضي الله عنه- في الرؤية -وهو بمعنى الحديث السابق- وفيه: (حتى إذا لم يبق إلا من كان يعبد الله من بر أو فاجر، أتاهم رب العالمين في أدنى صورة من التي رأوه فيها ... ) متفق عليه (٢).

٣ - حديث معاذ -رضي الله عنه- قال: احتبس عنا رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ذات غداة من صلاة الصبح حتى كدنا نتراءى عين الشمس، فخرج سريعًا فثوَّب بالصلاة، فصلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وتجوَّز في صلاته، فلما سلَّم دعا بصوته فقال لنا: (على مصافكم كما أنتم)، ثم انفتل إلينا فقال: (أما إني سأحدثكم ما حبسني عنكم الغداة، أني قمت من الليل، فتوضأت فصليت ما قدر لي، فنعست في صلاتي، فاستثقلت، فإذا أنا بربي تبارك وتعالى في أحسن صورة ... ) (٣).


= السجود (١/ ٢٧٧) ح (٧٧٣) لكن ليس فيه لفظ الصورة، ومسلم -واللفظ له- في كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية (٣/ ٢١) ح (١٨٢).
(١) إبطال التأويلات (١/ ١٥١).
(٢) البخاري: كتاب التفسير، باب: (إن الله لا يظلم مثقال ذرة) (٤/ ١٦٧١) ح (٤٣٠٥)، ومسلم: كتاب الإيمان، باب: معرفة طريق الرؤية (٣/ ٣٠) ح (١٨٣).
(٣) هذا الحديث يعرف بحديث المنام، لأن فيه رؤية النبي -صلى الله عليه وسلم- لربه في المنام، وقد أخرجه الترمذي (٩/ ١٠٦) ح (٣٢٨٨)، وقال: "هذا حديث حسن صحيح، سألت محمد بن إسماعيل -يعني البخاري- عن هذا الحديث فقال: هذا صحيح"، وانظر: العلل الكبير للترمذي (٢/ ٨٩٦)، وأخرجه أحمد في المسند (٣٦/ ٤٢٢) ح (٢٢١٠٩)، وابن خزيمة في التوحيد (٢/ ٥٤٠) ح (٣٢٠)، والطبراني في الكبير (٢٠/ ١٠٩) ح (٢١٦)، وأيضًا في (٢٠/ ١٤١) ح (٢٩٠)، والدارقطني في الرؤية (٣١١ - ٣١٣) ح (٢٢٩، ٢٣٠، ٢٣١)، والحاكم مختصرًا (١/ ٧٠٢).
وهذا الحديث مروي عن معاذ من عدة طرق أصحها ما رواه جهضم بن عبد الله عن يحيى بن أبي كثير عن زيد بن سلام عن أبي سلَّام عن عبد الرحمن بن عائش الحضرمي أنه حدثه عن مالك بن يخامر السكسكي عن معاذ بن جبل، وهي =

<<  <   >  >>