للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأما الطريق الأولى -طريق الوليد بن مسلم- فهي أشهر هذه الطرق وأهمها، ولذا كثر الكلام حولها، حيث ذهب إلى تصحيحها الحاكم (١) وابن حبان (٢) وأبو عبد الله القرطبي (٣) وحسنها النووي (٤)، ومال إلى تصحيحها الشوكاني (٥).

والحق أن هذه الطريق ضعيفة أيضًا، والأسماء فيها مدرجة من بعض الرواة، وفيما يلي بيان أوجه ضعفها:

١ - الاضطراب في السند، كما أشار إلى ذلك الحافظ ابن حجر (٦) رحَمه اللهُ.

وكذا الاختلاف في المتن، حيث وقع الاختلاف بين روايات هذه الطريق، في سرد الأسماء، وذلك بالزيادة والنقص، والتقديم والتأخير.

فالرواية المشهورة عن الوليد بن مسلم، والتي عوَّل عليها غالب من شرح الأسماء الحسنى، وهي التي أخرجها الترمذي (٧) قد خالفتها عدة روايات عن الوليد بن مسلم عن شعيب بن أبي حمزة عن أبي الزناد:

فجاء عند الطبراني: (القائم الدائم) بدل (القابض الباسط)،


(١) انظر: المستدرك (١/ ٦٢ - ٦٣).
(٢) انظر: صحيح ابن حبان (٣/ ٨٨).
(٣) انظر: الجامع لأحكام القرآن (٧/ ٣٢٥). والقرطبي هو: الإمام المفسر محمد بن أحمد بن أبي بكر بن فرج الأنصاري الخزرجي القرطبي، كان إمامًا علمًا من الغواصين على معاني الحديث، حسن التصنيف جيد النقل، توفي -رحمه الله- بمصر سنة (٦٧١ هـ) له مؤلفات عدة أشهرها التفسير المسمى: الجامع لأحكام القرآن، وكتاب التذكرة. [انظر: نفح الطيب (٢/ ٢١٠)، وشذرات الذهب (٥/ ٣٣٥)، والأعلام (٥/ ٣٢٢)].
(٤) انظر: الأذكار (١٥١).
(٥) انظر: تحفة الذاكرين (٥٤).
(٦) انظر: الفتح (١١/ ٢١٥).
(٧) تقدم ذكرها ص (٢٠٨).

<<  <   >  >>