ولكن جاء هذا اللفظ - (نعم) - صريحًا من قول النبي -صلي الله عليه وسلم- عند النسائي (٢/ ٤٦٦) ح (٢١٧٥)، و (٨/ ١٥٨ - ١٥٩) ح (٨٨٦١، ٨٨٦٢)، والإمام أحمد (٤٣/ ٤٣) ح (٢٥٨٥٥)، وهذا يعضد ما ذهب إليه ابن تيمية -رحمه الله-. (١) مجموع الفتاوى (١١/ ٤١١ - ٤١٣). وجعل بعضهم قول الحواريين لعيسى -عليه السلام-: {هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ} من هذا الباب، فهم شاكون في قدرة الله، لأنهم قالوا بعد ذلك: {نُرِيدُ أَنْ نَأْكُلَ مِنْهَا وَتَطْمَئِنَّ قُلُوبُنَا وَنَعْلَمَ أَنْ قَدْ صَدَقْتَنَا} [انظر: تفسير الطبري (١٣٠ - ١٣١)، ومجموع الفتاوى (٢٠/ ٣٦)]. وَرُدَّ هذا بأن الحواريين لم يكونوا شاكين في أن الله يستطيع ذلك، وإنما أرادوا بقولهم: {هَلْ يَسْتَطِيعُ} أي: هل يفعل، وهذا معروف مألوف في كلام العرب، كما يقول الرجل للرجل: هل تقدر أن تفعل كذا؟ أي: هل تفعله؟ والله أعلم [انظر: تفسير الطبري (٥/ ١٢٩ - ١٣٠)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٣٧٤)، وتفسير السعدي (٢/ ٣٦٣ - ٣٦٤)].