للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كالجبائي (١)، وتأوله طائفة من أهل السنة تأويلات ضعيفة، قصدًا لتصحيح الحديث، ومقصودهم صحيح، لكن طريقهم في رد قول القدرية وتفسير الحديث ضعيفة" (٢).

وقال ابن كثير: "احتج به قوم من الجبرية (٣)، وهو ظاهر لهم بادئ الرأي" (٤).


= بعد ذلك ظهرت المعتزلة فتبنت هذه البدعة ونشرتها، وإن كانت لم تأخذ هذه البدعة بكاملها لأنها آمنت بعلم الله المتقدم وكتابته السابقة. [انظر: مسلم بشرح النووي (١/ ٢٦٩، ٢٥٩)، والفرق بين الفرق (٢٥)، ومجموع الفتاوى (٨/ ٤٢٩، ٤٥٠)، ولوامع الأنوار (١/ ٣٠٠ - ٣٠١)].
(١) هو أبو علي محمد بن عبد الوهاب البصري، شيخ المعتزلة وكبيرهم، وأبو شيخ المعتزلة أبي هاشم، له في مذهب الاعتزال مقالات مشهورة، وقد أخذ عنه أبو الحسن الأشعري علم الكلام، ثم خالفه ونابذه وتسنن، وللجبائي مصنفات عديدة في الاعتزال منها: الأصول، والتعديل والتجويز، والأسماء والصفات، توفي بالبصرة سنة (٣٠٣). [انظر: وفيات الأعيان (٤/ ٩٧)، والسير (١٤/ ١٨٣)، والعبر (١/ ٤٤٥)، وشذرات الذهب (٢/ ٢٤١)].
(٢) درء التعارض (٨/ ٤١٨).
(٣) الجبرية: سُموا بذلك نسبة إلى الجبر، وهو نفي الفعل حقيقة عن العبد، وإضافته إلى الرب، فالجبرية تعتقد أن الفاعل حقيقة هو الله تعالى، والناس إنما تنسب إليهم أفعالهم على سبيل المجاز، كما يقال: تحركت الشجرة، ودارت الرحى، وزالت الشمس، دون أن يكون لها مشيئة أو اختيار، وهكذا الخلق، فإن الله تعالى هو الذي جبرهم على الإيمان والكفر، والطاعة والمعصية، فهم كالريشة في مهب الريح، مجبورون على أفعالهم، لا قدرة لهم ولا اختيار، والذي يمثل هذا المذهب غلاة المرجئة كالجهمية ومن نحا نحوهم من الصوفية وغيرهم، وهم أصناف: فمنهم الجبرية الخالصة، وهم الذين لا يثبتون للعبد فعلًا ولا قدرة على الفعل أصلًا، ومنهم الجبرية الذين يثبتون للعبد قدرة غير مؤثرة أصلًا [انظر: مقالات الإسلاميين (١/ ٣٣٨)، والملل والنحل (١/ ٨٥)، والفرق بين الفرق (١٩٤، ٢٩٧ - ٢٩٨)، واعتقادات فرق المسلمين والمشركين للرازي (١٠٣)، والبرهان للسكسكي (٤٢ - ٤٣)].
(٤) البداية والنهاية (١/ ٧٨)، وانظر ما نقله ابن حجر عن ابن عبد البر في: فتح الباري (١١/ ٥٠٩).

<<  <   >  >>