للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ذلك البيهقي، فقال معقبًا على كلام ابن المديني: "قلت: وقد تابعه على ذلك موسى بن عبيدة الربذي عن أيوب بن خالد، إلا أن موسى بن عبيدة ضعيف، وروي عن بكر بن الشرود عن إبراهيم بن أبي يحيى عن صفوان بن سليم عن أيوب بن خالد، وإسناده ضعيف" (١).

الثالث: أن في سنده: أيوب بن خالد، وهو ضعيف.

قال الأزدي (٢): "أيوب بن خالد ليس حديثه بذاك، تكلم فيه أهل العلم بالحديث، وكان يحيى بن سعيد ونظراؤه لا يكتبون حديثه" (٣).

وقال ابن حجر: "فيه لين" (٤).

هذه هي العلل الموجهة إلى سند هذا الحديث، وقد أوجبت القدح فيه، وعدم الاعتماد عليه عند أصحاب هذا القول.

قال ابن تيمية: "وأما الحديث الذي رواه مسلم في قوله: (خلق الله التربة يوم السبت)، فهو حديث معلول، قدح فيه أئمة الحديث، كالبخاري وغيره، قال البخاري: الصحيح أنه موقوف على كعب، وقد ذكر تعليله البيهقي أيضًا، وبينوا أنه غلط ليس مما رواه أبو هريرة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهو مما أنكر الحذاق على مسلم إخراجه إياه" (٥).

وقال أيضًا: "هذا الحديث قد بين أئمة الحديث، كيحيى بن معين


(١) الأسماء والصفات (٢/ ٢٥٦).
(٢) هو الحافظ البارع أبو الفتح محمد بن الحسين بن أحمد بن عبد الله بن بريدة الأزدي الموصلي، صاحب كتاب الضعفاء، أُخذ عليه فيه أنه ضعَّف جماعة بلا دليل، وقد تكلم فيه بعض النقاد وقالوا: في حديثه مناكير، توفي رحمه الله سنة (٣٧٤). [انظر: تاريخ بغداد (٢/ ٢٤٠)، والسير (١٦/ ٣٤٧)، وتذكرة الحفاظ (٣/ ٩٦٧)، وشذرات الذهب (٢/ ٨٤)].
(٣) تهذيب التهذيب (١/ ٣٦٥).
(٤) تقريب التهذيب (١/ ١١٧)، وانظر: الأنوار الكاشفة للمعلمي (١٨٩).
(٥) مجموع الفتاوى (١٧/ ٢٣٥ - ٢٣٦).

<<  <   >  >>