للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الآيات والحديث على ضوء هذا البيان، يتضح لك إن شاء الله أن دعوى مخالفة هذا الحديث لظاهر القرآن قد اندفعت ولله الحمد" (١).

٤ - أما الألباني فقد جعل هذه الأيام المذكورة في الحديث غير الأيام الستة المذكورة في القرآن، واستدل على ذلك بحديث أبي هريرة عند النسائي أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (يا أبا هريرة: إن الله خلق السموات والأرض وما بينهما في ستة أيام، ثم استوى على العرش يوم السابع، وخلق التربة يوم السبت، والجبال يوم الأحد، والشجر يوم الإثنين، والشر يوم الثلاثاء، والنور يوم الأربعاء، والدواب يوم الخميس، وآدم يوم الجمعة، في آخر ساعة من النهار بعد العصر، خلقه من أديم الأرض بأحمرها وأسودها، وطيبها وخبيثها، من أجل ذلك جعل الله من آدم الطيب والخبيث) (٢).

قال الألباني تعليقًا على حديث التربة: "الأيام السبعة في الحديث هي غير الأيام الستة في القرآن، فالحديث يتحدث عن شيء من التفصيل الذي أجراه الله على الأرض، فهو يزيد على القرآن، ولا يخالفه، وكان هذا الجمع قبل أن أقف على حديث الأخضر -يعني: الحديث المتقدم- فإذا هو صريح فيما كنت ذهبت إليه من الجمع، فالحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات" (٣).


(١) الأنوار الكاشفة (١٩٠).
(٢) أخرجه النسائي في السنن الكبرى، في كتاب التفسير، كما في تحفة الأشراف (١٠/ ١٣٣) ح (١٣٥٥٧) من طريق الأخضر بن عجلان عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح عن أبي هريرة ... ، وأورده الذهبي في العلو (٩٤)، وعزاه للنسائي، وقال: "الأخضر وثقه ابن معين، وقال أبو حاتم: يكتب حديثه، ولينه الأزدي، وحديثه في السنن الأربعة، وهذا الحديث غريب من أفراده"، وأورده أيضًا ابن كثير في البداية والنهاية (١/ ١٤)، وقال: "اختلف فيه على ابن جريج"، وقال المعلمي في الأنوار الكاشفة (١٩٢): "في صحة هذه الرواية عن ابن جريج عن عطاء بن أبي رباح نظر"، وقال الألباني في مختصر العلو (١١٢) عن هذا الحديث: "جيد الإسناد".
(٣) مختصر العلو (١١٢)، وانظر: تعليقه على مشكاة المصابيح (٣/ ١٥٩٨) تنبيه: =

<<  <   >  >>