للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنه يخالف القرآن الكريم، وكل ما خالف القرآن الكريم فهو باطل، لأن الذين رووا: نقلة بشر، يخطئون ويصيبون، والقرآن ليس فيه خطأ، كله صواب منقول بالتواتر، فما خالفه من أي حديث كان فإنه يحكم بأنه غير صحيح، وإن رواه من رواه" (١).

وتحرير القول وبيانه، في مخالفة هذا الحديث لصريح القرآن كما يلي:

- أن هذا الحديث جعل ابتداء الخلق يوم السبت، وانتهاءه يوم الجمعة، فتكون مدة الخلق على هذا سبعة أيام، وهذا خلاف ما دل عليه القرآن، وانعقد عليه الإجماع من أن خلق السموات والأرض وما بينهما، كان في ستة أيام، قال تعالى: {اللَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} [السجدة: ٤].

قال ابن تيمية: "النصوص والآثار المتواترة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وأصحابه والتابعين متطابقة على ما دل عليه القرآن من أن خلق السموات والأرض في ستة أيام ... وهذا أيضًا متفق عليه بين أهل الملل كاليهود والنصارى، وهو مذكور في التوراة وغيرها كما ذكر في القرآن" (٢).

- وفي هذا الحديث أيضًا أن ابتداء الخلق كان يوم السبت، والذي تدل عليه الأدلة من كتاب الله تعالى وسنة نبيه -صلى الله عليه وسلم-، أن ابتداء الخلق يوم الأحد، وبيان ذلك: أنه لا نزاع في كون آدم عليه السلام خلق يوم الجمعة (٣)، وأنه آخر المخلوقات (٤)، وهو صريح هذا الحديث، ففيه: (وخلق آدم عليه السلام بعد


(١) شرح رياض الصالحين (٤/ ٥٢٢).
(٢) بغية المرتاد (٣٠٣)، وانظر: (٣٠٧)، ومجموع الفتاوى (١٨/ ١٨).
(٣) أخرج مسلم في صحيحه (٦/ ٣٩٠) ح (٨٥٤) من حديث أبي هريرة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: (خير يوم طلعت عليه الشمس يوم الجمعة، فيه خلق آدم وفيه أدخل الجنة، وفيه أخرج منها).
(٤) انظر: بغية المرتاد (٣٠٦)، وتاريخ الأمم والملوك للطبري (١/ ٤٦).

<<  <   >  >>