للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

القول الثالث: أن طلوع الشمس من مغربها أول الآيات السماوية التي ليست مألوفة.

وإلى هذا ذهب ابن كثير (١) وابن أبي العز (٢).

القول الرابع: ما ذهب إليه ابن حجر رحمه الله حيث قال: "الذي يترجح من مجموع الأخبار أن خروج الدجال أول الآيات العظام المؤذنة بتغير الأحوال العامة في معظم الأرض، وينتهي ذلك بموت عيسى بن مريم، وأن طلوع الشمس من المغرب هو أول الآيات العظام المؤذنة بتغير أحوال العالم العلوي، وينتهي ذلك بقيام الساعة ... وأول الآيات المؤذنة بقيام الساعة النار التي تحشر الناس كما تقدم في حديث أنس" (٣).

قال مرعي بن يوسف (٤): "هذا كلام في غاية التحقيق، جدير بأن يتلقى بالقبول، لما فيه من التدقيق، وقد قرره الحفاظ الأعلام وعلماء الإسلام" (٥).

واستحسن هذا الجمع البرزنجي، لكنه قال: "لو قال: وينتهي ذلك بخروج الدابة، بدل قوله: بموت عيسى عليه السلام، لكان أولى وأوضح" (٦).


= (١١/ ٢٨٦).
(١) انظر: النهاية في الفتن (٢١٤، ٢١٨).
(٢) انظر: شرح العقيدة الطحاوية (٧٥٨).
(٣) الفتح (١١/ ٣٥٣).
(٤) هو مرعي بن يوسف بن أبي بكر بن أحمد الكرمي المقدسي الحنبلي، مؤرخ أديب، من كبار الفقهاء، ولد في طوركرم بفلسطين ثم انتقل إلى القاهرة وبها توفي سنة (١٠٣٣ هـ) له نحو سبعين كتابًا منها: غاية المنتهى في الجمع بين الإقناع والمنتهى في فقه الحنابلة، ومسبوك الذهب في فضل العرب، وإرشاد ذوي العرفان لما للعمر من الزيادة والنقصان. [انظر: الأعلام (٧/ ٢٠٣)، ومعجم المؤلفين (٣/ ٨٤٢)].
(٥) بهجة الناظرين وآيات المستدلين (٣٩٦).
(٦) الإشاعة (٣٥٠)، وانظر: لوامع الأنوار (٢/ ١٤١ - ١٤٢)، والإذاعة لمحمد صديق حسن (١٦٩ - ١٧٠).

<<  <   >  >>