للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال ابن عبد البر: "أجمع العلماء على أن أطفال المسلمين في الجنة، ولا أعلم عن جماعتهم في ذلك خلافًا، إلا فرقة شذت من المجبرة، فجعلتهم في المشيئة، وهو قول شاذ مهجور، مردود بإجماع الجماعة، وهم الحجة الذين لا تجوز مخالفتهم، ولا يجوز على مثلهم الغلط في مثل هذا" (١).

وقال النووي: "أجمع من يعتد به من علماء المسلمين على أن من مات من أطفال المسلمين فهو من أهل الجنة" (٢).

ولعل من حكى الإجماع أراد: إجماع الجمهور، وهو ما عبر به ابن عبد البر في أحد المواضع، حيث قال بعد ذكر الحجج والأدلة على أنهم في الجنة: "وفي هذه الآثار مع إجماع الجمهور ... " (٣).

وقال في موضع آخر: "وقال آخرون: -وهم الأكثر-: أطفال المؤمنين في الجنة، وأطفال الكفار في المشيئة" (٤).

وإلى هذا أشار النووي في النقل المتقدم، حيث قال: "أجمع من يعتد به ... ".

وهو أيضًا ما وجه به ابن حجر قول من حكى الإجماع، حيث قال: "لعله أراد إجماع من يعتد به" (٥).

ولعل أدق من حكى هذا القول ونسبه إلى القائلين به الإمام المازري -رحمه الله-، حيث قال: "أما أطفال المؤمنين الذين لم يبلغوا الحلم، فأولاد الأنبياء صلوات الله عليهم منهم، قد تقرر الإجماع على أنهم في


= وأحكام أهل الذمة لابن القيم (٢/ ١٠٧٥)، وتفسير القرآن العظيم (٣/ ٥٤).
(١) التمهيد (٦/ ٣٤٨)، وانظر: (٦/ ٣٥٠)، و (١٨/ ٩٠)، والتذكرة (٢/ ٣٢٩).
(٢) شرح النووي على مسلم (١٦/ ٤٤٧)، وانظر: (١٦/ ٤٢١).
(٣) التمهيد (٦/ ٣٤٩).
(٤) الاستذكار (٨/ ٣٩٥).
(٥) الفتح (٣/ ٢٤٥).

<<  <   >  >>