للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال المعلمي (١): "اعلم أن الناس تختلف مداركهم وأفهامهم وآراؤهم، ولا سيما فيما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية، لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس، وقد أُلفت في ذلك كتب، وكذلك استشكل كثير من الناس كثيرًا من الأحاديث الثابتة عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، منها ما هو من رواية كبار الصحابة أو عدد منهم ... وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يعني بطلانه" (٢).

وقد ذكر شيخ الإسلام ابن تيمية -فيما تقدم (٣) - بعض الأسباب المؤدية إلى الغلط في الفهم، ويمكن إجمالها بما يلي:

١ - غرابة اللفظ.

٢ - اشتباه المعنى بغيره.

٣ - وجود شبهة في نفس الإنسان تمنعه من معرفة الحق ..

٤ - عدم التدبر التام.

وزوال الإشكال الناتج عن هذا السبب يكون بتدبر النصوص، وإدامة النظر والتأمل فيها، وهو ما أمر الله تعالى به حيث قال: {أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِنْدِ غَيْرِ اللَّهِ لَوَجَدُوا فِيهِ اخْتِلَافًا كَثِيرًا (٨٢)} [النساء: ٨٢]،


(١) هو عبد الرحمن بن يحيى بن علي بن محمد المعلمي العتمي، علَّامة فقيه، نسبته إلى (بني المعلم) من بلاد عُتمة باليمن، ولد ونشأ في عتمة، وتردد إلى بلاد الحُجَرية (وراء تعز)، وتعلم بها، وسافر إلى جيزان وتولى رئاسة القضاء فيها، ثم سافر إلى الهند وعمل في دائرة المعارف العثمانية بحيدر أباد مصححًا كتب الحديث والتاريخ، ثم عاد إلى مكة فعُيِّن أمينًا لمكتبة الحرم المكي سنة (١٣٧٢ هـ)، ولم يزل كذلك حتى توفي رَحِمَهُ اللهُ سنة (١٣٨٦ هـ) له مؤلفات منها: التنكيل، والأنوار الكاشفة. [انظر: الأعلام (٣/ ٣٤٢)، ومعجم المؤلفين (٢/ ١٢٦)].
(٢) الأنوار الكاشفة (٢٢٣).
(٣) انظر: ص (٧٢).

<<  <   >  >>