حاتم فقال:"إنه مجهول" قلت: قد عرفه البخاري وروى عنه في "صحيحه" في موضعين". "الهدي" (٤٣٨).
فتبين لك من خلال هذه الأمثلة أن الأصل فيمن أخرج لهم الشيخان اعتمادا الثقة والعدالة، وأنه لا يقبل الجرح فيهم إلا إذا كان مفسرا بقادح.
فإذا ثبت الجرح المفسر القادح في بعضهم كما هو الشأن في بعض هؤلاء الرواة فلنا في ذلك أمران:
الأول: إن ثبت أن الشيخين أو أحدهما انتقيا من حديثه ما صح عندهما كما في المثال الرابع قلنا بذلك وجزمنا بأن الشيخين أو أحدهما لم يرو أو أحدهما عنه أو له إلا ما كان من صحيح حديثه.
الثاني: فإن لم يثبت عندنا بالسند الصحيح أن الشيخين أو أحدهما انتقيا من حديث هذا الراوي المجروح بجرح مفسر قادح، فليس معنا في هذه الحالة إلا إحسان الظن بهما أنهما انتقيا من حديثه ما كان صحيحا، أو ما صح لديهما من وجوه أخرى، كما يدل على ذلك بقية الأمثلة وبسط ذلك يطول، وبالله التوفيق.