في "الكامل" لقول سليمان بن حرب: "ما كان عفان يضبط عن شعبة" وقد قال أبو عمر الحوضي: "رأيت شعبة أقام عفان من مجلسه مرارا من كثرة ما يكرر عليه" قلت (الحافظ): فهذا يدل على تثبته في تحمله، وكأن قول سليمان:"إنه كان لا يضبط عن شعبة" بالنسبة إلى أقرانه الذين يحفظون بسرعة". "الهدي" (٤٢٥) بتصرف.
فتلخص لنا من خلال هذه الأمثلة ما يلي:
١) إذا وثق جماعة من الحفاظ راو من الرواة، وضعفه آخرون في شيء معين ثم وجد من حفاظ آخرين تضعيف هذا الراوي مطلقا فلا تعارض، بل يحمل تضعيف من أطلق فيه الضعف على الشيء المعين الذي ضعفه فيه من فصل في أمره، كما هي أمثلة ذلك واضحة في الأمثلة الأولى من هذا الفصل.
٢) إذا أطلق بعض الحفاظ ضعف راو معين، وقيد آخر ضعفه بما كان في آخر عمره، فيُحمل قول من قيد ضعف الراوي بآخر عمره على أن ضعف الراوي اشتد في آخر عمره، ولا يمنع ذلك أن يكون ضعيفا من قبل، ويدل على هذا المثال الرابع من هذا الفصل.
٣) إذا كذب بعض الحفاظ راو معين وأقام الدليل والبرهان على ذلك، ونفى عنه آخرون من الحفاظ الكذب، فلا تعارض بين القولين، بل يُحمل قول من نفى عنه الكذب: على أن هذا الراوي لا يتعمد الكذب، بل يقع ذلك منه من قبيل الغلط والغفلة، ويدل على هذا المثال الخامس من هذا الفصل.
٤) إذا تعارض تجهيل من متشدد، وتوثيق من إمام آخر في راو لم يرو عنه سوى واحد، فيجمع بينهما أن الراوي حسن الحديث، كما في المثال السادس.