للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد نقل النووي رحمه الله الإتفاق على ضعف الوازع بن نافع العقيلي الجزري، فتعقبه الحافظ رحمه الله بقوله: "قلت: والقول فيه أشد من ذلك، قال يحيى بن معين والنسائي: "ليس بثقة وقال أبو حاتم وجماعة: "متروك وقال الحاكم: "روى أحاديث موضوعة وقال ابن عدي: "أحاديث كلها غير محفوظة"". "النتائج" (١/ ٢٦٧).

ثم وجدت الإمام الألباني رحمه الله قد نص ذلك كما في "الدرر في مسائل المصطلح والأثر" (٢٤٣) فلله الحمد والمنة.

هذا من حديث اصطلاح المحدثين مع أنك تجدهم أحيانا يتسامحون في نقل الإتفاق على ضعف بعض الرواة الذين هم في الواقع ضعفاء جدا أو متروكون، وما ذاك إلا لأنه لا يمنع لغة إطلاق لفظة ضعيف على الضعيف جدا والمتروك.

فقد نقل الحافظ ابن حجر رحمه الله نفسه الإتفاق على ضعف بعض الرواة حكم عليهم بالترك أو الضعف الشديد في أماكن أخرى، بل غالب من نقل الإتفاق على ضعفهم قد جرحهم بجرح شديد في مواضع أخرى من كتبه كما يعرف ذلك بالنظر في تراجم الرواة الذين نقل الإتفاق على ضعفهم من هذا الكتاب. راجع مثلا: ترجمة إسماعيل بن مسلم المكي، والحسن بن عمارة، وخالد بن عبد الرحمن المخزومي، والربيع بن بدر الأنصاري، وطريف بن شهاب السعدي، وعباد بن كثير الثقفي، وعبيد الله بن الوليد الوصافي، وعلي بن يزيد الألهاني، وعمر بن عبيد الله الثقفي، ومحمد بن الحسن بن زبالة، ومحمد بن عبد الرحمن بن البيلماني، ومقاتل بن سليمان، ويوسف بن عطية الصفار، وأبي مالك النخعي، وكل هؤلاء من رجال "التقريب".

فإن قلت: إذا اختلفت أقوال أئمة الجرح والتعديل في راو من الرواة، ثم استقر

<<  <  ج: ص:  >  >>