للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المحدث وحده لقال: "ثقة حافظ" هذا ابن حبان قصد أن يجمع الثقات في كتابه، ثم قد يذكر في كتابه من قد يلينه هو في الكتاب نفسه (١).

وهذا الدارقطني نفسه ذكر في "السنن" (٣٥) حديثا فيه مسح الرأس ثلاثا وهو موافق لقول أصحابه الشافعية، ثم قال: "خالفه جماعة من الحفاظ الثقات ... " فعدهم وذكر فيهم شريكا القاضي، وأبا الأشهب جعفر بن الحارث، والحجاج بن أرطأة، قال الدارقطني نفسه في مواضع من "السنن": "لا يحتج به" وفي بعض المواضع: "ضعيف" وجعفر الأحمر اختلفوا فيه، وقال الدارقطني كما في التهذيب: "يعتبر به" وهذا تليين كما لا يخفى.

ونحو هذا قول المحدث: "شيوخي كلهم ثقات" أو: "شيوخ فلان كلهم ثقات" فلا يلزم من هذا أن كل واحد منهم بحيث يستحق أن يقال له بمفرده على الإطلاق: "هو ثقة" وإنما إذا ذكروا الرجل في جملة من أطلقوا عليهم ثقات فاللازم أنه ثقة في الجملة أي له حظ من الثقة". "التنكيل" (١/ ٣٦٢).

وسئل شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: إذا قيل في حديث: "رواه جماعة ثقات حفاظ" فهل يقتضي هذا أن كل أفراد السند ثقات حفاظ؟

فأجاب: "إذا قاله حافظ فربما يكونون حفاظا، أي يحكم لكل فرد منهم أنه حافظ، لكن الأحوط: أن تبحث في رجاله، وتحكم عليهم بما يستحقونه، فهذا الذي أنصح به؛


(١) وهذا كثير وربما تناقض فذكر الراوي في الثقات وفي الضعفاء، وربما أدخل في كتابه الثقات مع تشدده بعض المتروكين كعاصم بن عمر بن حفص العمري، وهارون بن عنترة الشيباني، ويحيى بن عثمان أبي سهل البصري، والله المستعان.

<<  <  ج: ص:  >  >>