للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فإنهم ربما يقولون بأنهم حفاظ، ويكون في سنده وهم أو شذوذ، أو في سنده رجل التبس برجل آخر مثل صالح بن حيان الذي يقال له: "صالح بن حي" وصالح بن حيان قرشي فهما في طبقة واحدة، وقد وهم شيخ الإسلام بن تيمية في كتابه "الصارم المسلول" على شاتم الرسول وحكم على حديث من طريق صالح بن حيان القرشي وهو: أن رجلا خطب امرأة وأبى أهلها أن يزوجوها ثم أتاهم بعد حين فقال: إن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمركم أن تزوجوني فلانة، فاضطربوا فقال قائل منهم: نزوجه ولا نرد على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أمره، ومن قائل لا نزوجه، فقال قائل منهم: رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قريب منكم فابعثوا من يستفسره، فبعثوا رجلا إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فأخبره، فقال: "كذب عدو الله، فإن أدركتموه فاقتلوه، وما أراكم مدركيه"، فوصلوا وقد لدغته حية فمات (١)، فهذا الحديث كما تقدم ذكره الذهبي في ترجمة صالح بن حيان القرشي وقال: "إن صاحب "الصارم المسلول" - يعني شيخ الإسلام بن تيمية - وهم في هذا الحديث، وقال: إن رجاله ثقات" والواقع أن في سنده من هو متروك (٢) فينبغي أن يبحث عن هؤلاء الرجال.


(١) القصة أخرجها ابن عدي في "الكامل" (٤/ ١٣٧١ - ١٣٧٢) والبغوي كما في "الصارم المسلول" (١٦٥) ومن طريقه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٥٥) وفيه: أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال له: "إن وجدته حيا فاقتله وإن وجدته ميتا فحرقه بالنار" فانطلق فوجده قد لدغ فمات فحرقه بالنار، فعند ذلك قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "من كذب علي متعمدا فليتبوأ مقعده من النار" اهـ وفيه صالح بن حيان القرشي ضعيف، وله شاهد أخرجه المعافى بن زكريا كما في "الصارم المسلول" (١٦٦) ومن طريقه أخرجه ابن الجوزي في "الموضوعات" (١/ ٥٦) وفيه داود بن الزبرقان وقد كذبه الأزدي.
(٢) قال الإمام الذهبي: "ورواه كله صاحب "الصارم المسلول" من طريق البغوي عن يحيى الحماني عن علي بن مسهر وصححه ولم يصح بوجه" "الميزان" (٢/ ٢٩٣).
قلت: حيث قال فيه شيخ الإسلام: "هذا إسناد صحيح على شرط الصحيح لا نعلم له علة" "الصارم المسلول" (١٦٦).

<<  <  ج: ص:  >  >>