وأما التكذيب فسنبين وجوه رده بعد حكاية أقوالهم وأنه لا يلزم من شيء منه قدح في روايته.
فالوجه الأول فيه أقوال: فأشدها: ما روي عن ابن عمر أنه قال لنافع: "لا تكذب علي كما كذب عكرمة على ابن عباس" وكذا ما روى عن سعيد بن المسيب أنه قال: ذلك لبرد مولاه، فقد روى ذلك إبراهيم بن سعد بن إبراهيم عن أبيه عن سعيد بن المسيب، وقال إسحاق بن عيسى بن الطباع سألت مالكا: أبلغك أن بن عمر قال لنافع: "لا تكذب علي كما كذب عكرمة على بن عباس"؟ قال: لا، ولكن بلغني أن سعيد بن المسيب قال ذلك لبرد مولاه، وقال جرير بن عبد الحميد عن يزيد بن أبي زياد: دخلت على علي بن عبد الله بن عباس وعكرمة مقيد عنده فقلت: ما لهذا قال إنه يكذب على أبي، وروى هذا أيضا عن عبد الله بن الحارث أنه دخل على علي. وسئل ابن سيرين عنه فقال:"ما يسوءني أن يدخل الجنة ولكنه كذاب" وقال عطاء الخراساني: قلت لسعيد بن المسيب إن عكرمة يزعم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - تزوج ميمونة وهو محرم، فقال:"كذب مخبثان" وقال فطر بن خليفة: قلت لعطاء: إن عكرمة يقول: "سبق الكتاب الخفين" فقال: كذب سمعت ابن عباس يقول: "أمسح على الخفين، وإن خرجت من الخلاء" وقال عبد الكريم الجرزي: قلت لسعيد بن المسيب: إن عكرمة كره كرى الأرض، فقال: كذب، سمعت ابن عباس يقول:"إن أمثل ما أنتم صانعون استئجار الأرض البيضاء" وقال وهب بن خالد: كان يحيى بن سعيد الأنصاري يكذبه، وقال إبراهيم بن المنذر عن معن بن عيسى وغيره: كان مالك لا يرى عكرمة ثقة، ويأمر أن لا يؤخذ عنه، وقال الربيع: قال الشافعي: "وهو - يعني مالكا- سيء الرأي في عكرمة قال: لا أرى لأحد أن