للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

يقبل حديث عكرمة" وقال عثمان بن مرة: قلت للقاسم: إن عكرمة قال كذا، فقال: "يا بن أخي إن عكرمة كذاب يحدث غدوة بحديث يخالفه عشية" وقال الأعمش عن إبراهيم: "لقيت عكرمة فسألته عن البطشة الكبرى فقال: يوم القيامة، فقلت: إن عبد الله - يعني ابن مسعود- كان يقول: البطشة الكبرى يوم بدر، فبلغني بعد ذلك أنه سئل عن ذلك فقال: يوم بدر" وقال القاسم بن معن بن عبد الرحمن: حدثني أبي حدثني عبد الرحمن قال: حدث عكرمة بحديث فقال: سمعت بن عباس يقول كذا وكذا، قال: فقلت: يا غلام هات الدواة، قال: أعجبك؟ فقلت: نعم، قال: تريد أن تكتبه؟ قلت: نعم، قال: إنما قلته برأيي.

وقال ابن سعد: "كان عكرمة بحرًا من البحور، وتكلم الناس فيه، وليس يحتج بحديثه".

فهذا جميع ما نقل عن الأئمة في تكذيبه على الإبهام، وسنذكر - إن شاء الله تعالى- بيان ذلك، ونصرف وجوهه، وأنه لا يلزم عكرمة من شيء منه قدح في حديثه.

وأما الوجه الثاني وهو الطعن فيه برأي الخوارج: فقال ابن لهيعة عن أبي الأسود محمد بن عبد الرحمن يتيم عروة: كان عكرمة وفد على نجدة الحروري فأقام عنده تسعة أشهر ثم رجع إلى ابن عباس فسلم عليه، فقال: "قد جاء الخبيث" قال: فكان يحدث برأي نجدة. قال: وكان - يعني نجدة- أول من حالا أجرة الصفرية.

وقال الجوزجاني: قلت لأحمد بن حنبل: أكان عكرمة إباضيًا؟ فقال: يقال: إنه كان صفريًا. وقال أبو طالب عن أحمد: كان يرى أجرة الخوارج الصفرية، وعنه أخذ ذلك أهل إفريقية.

<<  <  ج: ص:  >  >>