الصحيح من طرق أخرى، فلا يكون حديث هؤلاء الرواة على شرط الشيخين أو أحدهما.
قال الإمام البخاري رحمه الله في يحيى بن عبد الله بن بكير:"ما روى يحيى بن بكير عن أهل الحجاز فإني أتقيه"، قال الحافظ ابن حجر:"فهذا يدلك على أنه ينتقي حديث شيوخه". "هدي الساري"(٦٣٦).
وقال الحافظ في ترجمة إسماعيل بن أبي أويس:"وروينا في "مناقب البخاري" بسند صحيح أن إسماعيل أخرج له أصوله وأذن له أن ينتقي منها، وأن يعلم له على ما يحدث به ليحدث به، ويعرض عما سواه، وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه؛ لأنه كتب من أصوله". "هدي الساري"(٥٥٧).
وقال أبو عثمان سعيد بن عثمان البرذعي:"شهدت أبا زرعة وأنكر على مسلم تخريجه لحديث أسباط بن نصر وقطن بن نسير، وروايته عن أحمد بن عيسى المصري في كتابه "الصحيح"" قال: "فلما رجعت إلى نيسابور ذكرت ذلك لمسلم فقال: "إنما أدخلت من حديث أسباط بن نصر وقطن بن نسير وأحمد ما قد رواه الثقات عن شيوخهم، إلا أنه ربما وقع إلي عنهم بارتفاع، ويكون عندي من رواية من هو أوثق منهم بنزول، فأقتصر على أولئك، وأصل الحديث معروف من رواية الثقات" اهـ.
وقال إبراهيم بن أبي طالب: "قلت لمسلم: كيف استجزت الرواية عن سويد في الصحيح؟ فقال:"ومن كنت آتي بنسخة حفص بن ميسرة"". "الصارم المنكي" (١٩٦).
وقال الإمام ابن عبد الهادي رحمه الله: "وأصحاب الصحيح إذا رووا لمن تكلم فيهم