فإنهم ينتقون من حديثه ما لم ينفرد به بل وافق فيه الثقات قامت شواهد صدقه". "تنقيح التحقيق" (٣/ ٢٧٧).
وقال الإمام الزيلعي رحمه الله: "ولكن صاحبا "الصحيح" -رحمهما الله- إذا أخرجا لمن تكلم فيه فإنهم ينتقون من حديثه ما توبع عليه، وظهرت شواهده، وعلم أن له أصلا، ولا يروون ما تفرد به سيما إذا خالفه الثقات". "نصب الراية" (١/ ٣٤١).
وقال الحافظ ابن رجب رحمه الله: "إنه قد يخرج في "الصحيح" لبعض من تكلم فيه إما متابعة واستشهادا، وذلك معلوم.
وقد يخرج من حديث بعضهم ما هو معروف عن شيوخه من طرق أخرى، وإن لم يكن وقع لصاحب "الصحيح" ذلك الحديث إلا من طريقه إما مطلقا وإما بعلو.
فإذا كان الحديث معروفا عن الأعمش صحيحا عنه، ولم يقع لصاحب "الصحيح" عنه بعلو إلا من طريق بعض من تكلم فيه من أصحابه خرجه عنه -ثم ذكر أثر مسلم السابق ثم قال: - وهذا قسم آخر ممن خرج له في الصحيح على غير المتابعة والاستشهاد". "ملحق شرح العلل" (٢/ ٨٣١).
وقال شيخنا العلامة مقبل بن هادي الوادعي رحمه الله: "الإمام البخاري امتاز "صحيحه" على سائر كتب السنة بانتقاء الرجال، وانتقاء الأحاديث، وعلماؤنا المتقدمون وإن رووا لبعض من قيل فيه:"صدوق يخطئ كثيرا" أو: "صدوق سيء الحفظ" فهم يعلمون أن هذا الحديث محفوظ من حديث مشايخه". "الفتاوى الحديثية لعلامة الديار اليمانية" (١/ ١٠٨ - ١٠٩).
فقد تبين لك من خلال هذه النقول عن هؤلاء الأئمة أن الشيخين يخرجان لبعض