للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بحديثهم الشيخان فوجدوا لأحاديثهم خارج "الصحيح" من الشواهد والمتابعات ما يجعلهم يجزمون أن الشيخين لم يخرجا لهؤلاء الرواة في "صحيحيهما" إلا على سبيل الانتقاء لأحاديثهم التي صحت خارج الصحيح من طرق أخرى.

قال الحافظ العلائي رحمه الله: " ثم إن مسلما إنما احتج بسويد بن سعيد في حديث ظهر عنده أنه لم يخطئ فيه؛ لوجود متابع له على روايته وغير ذلك، وهكذا حكم سائر الأحاديث التي خرجها صاحبا "الصحيحين" وفي إسنادها من ينظر فيه من جهة حفظه لم يخرجها إلا وقد وجد لها متابعا، ومن تتبع هذا وجده". "رفع الإشكال عن صيام الست من شوال" (٤٨).

وصدق الحافظ صلاح الدين العلائي رحمه الله فقد تتبع الحافظ ابن حجر العسقلاني رحمه الله الرواة المتكلم فيهم من رجال "صحيح البخاري" وقام بدراسة أحوالهم بفهم ودراية واستقراء لمروياتهم في "صحيح البخاري" وخلص بأن كثيرا منهم إنما أخرج لهم الإمام البخاري رحمه الله انتقاء لما صح لديه من أحاديثهم وأن لكثير من أفرادهم في "الصحيح" من الشواهد والطرق الأخرى خارج "الصحيح" ما يرتقي بها إلى درجة الصحة.

وقد ذكرت كلامه في هؤلاء الرواة في هذا الفصل حتى يقف طالب العلم على حقيقة الأمر ويعلم أن الشيخين إنما أخرجا لهذا الصنف ما ثبت لديهما من طرق أخرى وأنه والحالة هذه لا يصح الحكم على حديث هؤلاء خارج الصحيح بالصحة أو الحسن على شرط الشيخين أو أحدهما، بل بعض هؤلاء الرواة الذين انتقى لهم الشيخان لا يرتقي حديثهم خارج "الصحيح" إلى الحجية كإسماعيل بن أبي أويس، قال الحافظ بعد

<<  <  ج: ص:  >  >>