للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أن أبان انتقاء البخاري من حديثه: "وهو مشعر بأن ما أخرجه البخاري عنه هو من صحيح حديثه لأنه كتب من أصوله، وعلى هذا لا يحتج بشيء من حديثه غير ما في "الصحيح" من أجل قدح النسائي وغيره إلا أن يشاركه فيه غيره، فيعتبر به"."هدي الساري" (٣٩).

ومثله في الحكم سويد بن سعيد الحدثاني قال فيه الحافظ: "ضعيف جدًا، وإن كان مسلم قد أخرج له في المتابعات". "التلخيص الحبير" (٢/ ٥١٠).

وفي الحقيقة فهذا يدلك على عظمة "الصحيحين" ومدى قوتهما في الصحة ولهذه الأسباب وغيرها مما لا يعلمه إلا الله، جعل الله لهما من القبول والشهرة والتلقي بالإجلال والإعظام بعد القرآن الكريم ما لم يحصل لغيرهما من دواوين الإسلام.

ومن أراد مزيدا من معرفة ذلك فليقرأ: "فصل: الرواة المتكلم فيهم من رجال صحيح البخاري" من"هدي الساري" فكم من راو ضعفه الأئمة في شيخ بعينه أو انتقدوا عليه أحاديث معينة فتجد الحافظ يبين أن الإمام البخاري لم يخرج لهذا الراوي عن شيخه الذي ضعف فيه شيئا، أو أخرج له شيئا يسيرا في المتابعات لا الأصول، أو أن البخاري لم يخرج له شيئا مما انتقد عليه من الأحاديث، وهكذا دواليك، قال الحافظ ابن حجر: "وقد تقرر أن البخاري حيث يخرج لبعض من فيه مقالا لا يخرج شيئا مما أنكر عليه" "الفتح" (١/ ٢٤٩) تحت رقم (٩٥).

ولم أنقل في هذا الفصل شيئا مما نبه عليه الحافظ من عدم إخراج الشيخين أو أحدهما لبعض الرواة عن شيوخ لهم ضعفوا فيهم لأن من المعلوم أن الحديث لا يكون على شرط الشيخين أو أحدهما إلا إذا أخرجا أو أحدهما لهذا الراوي عن شيخه على سبيل

<<  <  ج: ص:  >  >>