للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

"الثالثة: شيخ، فيكتب وينظر".

فأنت ترى أن الثالثة من مراتب التعديل عند ابن أبي حاتم هي أول مراتب الاستشهاد (١) حيث صرح أن صاحبها يكتب حديثه وينظر فيه.

ولما أتى الحافظ السيوطي رحمه الله على شرط هذه المرتبة قال: "وزاد العراقي (٢) في هذه المرتبة مع قولهم: "محله الصدق": "إلى الصدق ما هو"، "شيخ وسط"، "جيد الحديث"، "حسن الحديث"، وزاد شيخ الإسلام (٣): "صدوق سيء الحفظ"، "صدوق يهم"، "صدوق له أوهام"، "صدوق يخطئ"، "صدوق تغير بأخرة". "تدريب الراوي" (١/ ٤٠٧).

فأنت ترى أن الحافظ السيوطي رحمه الله فهم أن المرتبة الخامسة عند الحافظ ابن حجر رحمه الله مرادفة للمرتبة الثالثة عند ابن أبي حاتم: الذين لا يحتج بهم لذاته، إنما يكتب وينظر فيه، فتأمل.

وهذا ما فهمه أيضًا العلامة المحقق عبد الرحمن بن يحيى المعلمي حيث قال رحمه الله: "وعلى فرض أننا لم نعرف من حال راو إلا أن يحيى تركه، وأن عبد الرحمن بن مهدي كان يحدث عنه، فمقتضى ذلك أنه صدوق يهم ويخطئ، فلا يسقط ولا يحتج بما ينفرد


(١) كما أنها آخر مراتب التعديل عنده، فمن المعلوم أن آخر مراتب التعديل هي أول مراتب الاستشهاد، كما صرح ابن أبي حاتم أن صاحبها يكتب حديثه وينظر فيه، وراجع ترجمة عبد الملك بن الصباح المسمعي من القسم الأول من هذا الكتاب.
(٢) انظر "التقييد والإيضاح" (١٥٦).
(٣) يعني الحافظ ابن حجر رحمه الله في مقدمة "التقريب".

<<  <  ج: ص:  >  >>