رابعها: أن الناظر في تراجم الرواة الذين حكم عليهم الحافظ خارج "التقريب" بالضعف الشديد مع اقتصاره في "التقريب" على: "ضعيف" يرى أن حكم الحافظ عليهم بالجرح الشديد هو الأليق بهم، وهو الذي يمشي على قواعد أهل الحديث بما فيهم الحافظ ابن حجر رحمه الله، وقد حكم الحافظ ابن حجر رحمه الله على كثير من نظرائهم بل ممن ربما هم أرقى حالا منهم شيئا ما بالضعف الشديد.
فيلزمنا على هذا أحد ثلاثة أمور:
الأول: إما أن الحافظ ابن حجر رحمه الله متناقض في شأن هؤلاء الرواة إذ يحكم عليهم في "التقريب" بالضعف، ويحكم عليهم في كتبه الأخرى بالضعف الشديد.
وهذا الحكم لا يليق بمنزلة الحافظ ابن حجر رحمه الله فهو أحد فرسان الميدان وأئمة الحديث بلا منازعة، وحمل كلامه على المحامل الحسنة أولى من حمله على التناقض.
الثاني: أن الحافظ ابن حجر متساهل حيث يحكم على من يستحق الجرح الشديد بالجرح الخفيف، وهذا أيضا بعيد، فالحافظ ابن حجر من المعروفين بالإتزان والتوسط والإعتدال في الحكم على الرواة.
ويرد هذا أيضا: أن الحافظ قد حكم على هؤلاء الرواة خارج "التقريب" بالجرح الشديد.
الثالث: أن نجمع بين عمله رحمه الله ونحمله على أحسن المحامل فنقول: الأصل في