قول الحافظ في "التقريب": "ضعيف" الجرح الشديد؛ لما قدمنا إلا لناقل ينقل عن هذا الأصل، وبهذا تلتئم الأقوال، ويسلم الحافظ من الرمي بالتناقض أو التساهل، وبالله التوفيق.
وقد عرضت هذا القول على شيخنا الجليل محمد بن عبد الله الإمام فأقرني عليه، فلله الحمد والمنة.
تنبيه:
تقدم معنا أن الأصل والغالب في قول الحافظ في "التقريب": "ضعيف" الجرح الشديد، وإنما الذي جعلني أقيد هذا بالغالب أمران:
أحدهما: أنه قال في مقدمة كتابه "التقريب" في بيان معنى قوله: "ضعيف": "من لم يوجد فيه توثيق لمعتبر، ووجد فيه إطلاق الضعف، ولو لم يفسر وإليه الإشارة بلفظ: "ضعيف"" اهـ.
قلت: ولا يلزم ممن وجد فيه إطلاق الضعف وخلا من التعديل أن يكون ضعفه شديدا بل قد يكون ضعفه شديدا، وقد يكون خفيفا.
ثانيهما: أنه بالمقابل مما تقدم فقد حكم الحافظ رحمه الله على جماعة من الرواة في "التقريب" بقوله: "ضعيف" وبمراجعة كتب التراجم نجد أن الجرح لا ينزلهم عن درجة الإعتبار، إلا أن هذا أقل ممن نجد الجرح فيهم ينزلهم عن درجة الإعتبار.
بينما نجد الحافظ ابن حجر رحمه الله قد حكم على هؤلاء الرواة خارج "التقريب" بالجرح الخفيف الذي لا ينزلهم عن درجة الإعتبار.