للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يا ليتني أعطيتُ القرآن عمري

عبر الأئمة الأعلام عن أسفهم على تضييع أوقاتهم في غير معاني القرآن، قال الثوري: «ليتني كنت اقتصرتُ على القرآن» (١).

وقال ابن تيمية، وكان آية من آيات الله تعالى في التفسير، والتوسع فيه، ولعله يبقى في تفسير الآية المجلس والمجلسين، وقد بقي يفسر (سورة نوح) عدة سنين، قال في سجنه الأخير: «قد فتح الله عليَّ في هذا الحصن في هذه المدَّة من معاني القرآن، ومن أصول العلم بأشياء مات كثير من العلماء يتمنونها، وندمت على تضييع أكثر أوقاتي في غير معاني القرآن» (٢).

وقال الفراهي: «ولما كانت هذه المشاغل تمنعني عن التجرد لمطالعة القرآن المجيد، ولا يعجبني غيره من الكتب التي مللت النظر في أباطيلها، غير متون الحديث، وما يعين على فهم القرآن، تركت الخدمة، ورجعت إلى وطني، وأنا بين خمسين وستين من عمري، فيا أسفا على عمر ضيعته في أشغال ضرها أكبر من نفعها! ونسأل الله الخاتمة على الإيمان» (٣).


(١) العلل، لأحمد: (١٠٨٣).
(٢) الجامع لسيرة شيخ الإسلام: (٤٦٥)، (٦٦٩)، (٢٨٤)، (٢٦٨).
(٣) مجلة الضياء، نقلًا عن مقدمة مفردات القرآن: (٢٠).

<<  <   >  >>