للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

أملني» (١)، وقال: «كان طلحة بن مصرف يجيئني فأقريه فلا يطلبني حتى أخرج، فإن تنحنحت أو سعلت قام» (٢).

- وقال سفيان بن سعيد الثوري: «عمرو بن قيس هو الذي أدبني وعلمني قراءة القرآن، وعلمني الفرائض، فكنت أطلبه في سوقه، فإن لم أجده في سوقه وجدته في بيته، إما أن يصلي، وإما يقرأ في المصحف، كأنه يبادر أمورًا تفوته، فإن لم أجده في بيته وجدته في بعض مساجد الكوفة، في زاوية من بعض زوايا المسجد، كأنه سارق قاعدًا يبكي، فإن لم أجده وجدته في المقبرة قاعدًا ينوح على نفسه» (٣).

* ومن صور اعتنائهم بالقرآن، إكرام حملته، وتوقيرهم، والقيام بحقهم:

- قال الحسن بن فهم: «ما رأيت أنبل من خلف بن هشام، كان يبدأ بأهل القرآن، ثم يأذن لأصحاب الحديث» (٤).

- وقال مجاهد: «كان لعبد الرحمن بن أبي ليلى بيت يجتمع فيه القراء فيه مصاحف، فقلما تفرقوا إلا عن طعام» (٥).

- وكان لعون بن عبد الله جارية يقال لها: بشرة، تقرأ بألحان، فقال لها يومًا: اقرئي على إخواني. فكانت تقرأ بصوت وجيع حزين، فرأيتهم يلقون العمائم، ويبكون. فقال لها يومًا: يا بشرة، قد أعطيت بك ألف دينار لحسن


(١) حلية الأولياء: (٥/ ١٨).
(٢) حلية الأولياء: (٥/ ١٨).
(٣) حلية الأولياء: (٥/ ١٠٠)، سير أعلام النبلاء: (٦/ ٢٥٠).
(٤) سير أعلام النبلاء: (١٠/ ٥٧٩).
(٥) حلية الأولياء: (٤/ ٣٥١).

<<  <   >  >>