للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

صوتك، اذهبي، فأنت حرة لوجه الله (١).

* وكانوا يعتنون بفهم القرآن، وتعلمه، ويحثون عليه، ويجدون في ذلك:

- وقد قال ابن عباس، في قوله: ﴿ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا﴾ [البقرة: ٢٦٩] «يعني المعرفة بالقرآن، ناسخه ومنسوخه، ومحكمه ومتشابهه، ومقدمه ومؤخره، وحلاله وحرامه، وأمثاله» (٢).

- وعن إبراهيم التيمي، قال: خلا عمر ذات يوم فجعل يحدث نفسه كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد؟ فأرسل إلى ابن عباس فقال: «كيف تختلف هذه الأمة ونبيها واحد؛ وقبلتها واحدة؟» فقال ابن عباس: «يا أمير المؤمنين، إنا أنزل علينا القرآن فقرأناه، وعلمنا فيم نزل، وإنَّه سيكون بعدنا أقوام يقرءون القرآن ولا يدرون فيم نزل، فيكون لهم فيه رأي، فإذا كان لهم فيه رأي اختلفوا، فإذا اختلفوا اقتتلوا». قال: فزبره عمر وانتهره، فانصرف ابن عباس. ونظر عمر فيما قال، فعرفه، فأرسل إليه، فقال: «أعد علي ما قلت». فأعاده عليه، فعرف عمر قوله وأعجبه (٣).

- وقال قتادة: «ما في القرآن آية إلا وقد سمعت فيها شيئًا» (٤).

- وقال عمر بن الخطاب : «لقد عشنا دهرًا طويلًا وأحدنا يؤتى الإيمان قبل القرآن فتنزل السورة على محمد فيتعلم حلالها وحرامها وآمرها وزاجرها وما ينبغي أن يقف عنده منها، ثم لقد رأيت رجالًا يؤتى أحدهم القرآن


(١) سير أعلام النبلاء: (٥/ ١٠٥)، حلية الأولياء: (٤/ ٢٦٤).
(٢) تفسير الطبري: (٥/ ٨).
(٣) فضائل القرآن، لأبي عبيد: (١/ ١٠٢).
(٤) سير أعلام النبلاء: (٥/ ٢٧١).

<<  <   >  >>